احاديث العبادات وآداب العادات

حديث النبيﷺ بعض آداب النكاح

حكم الجماع في حالة الحيض وآداب الجماع

روي عن حضرة النبيﷺ عن السيدة ميمونة زوجة النبي رضي الله عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تأتزر ثم يباشرها

. * البيان*

  • حكم الجماع وقت الحيض أو النفاس *

اتفق العلماء على حرمة وطء الزوج لزوجته وهي حائض لقوله تعالى: (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ)

فعن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل رسول الله النبيﷺ ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال ما فوق الإزار.

وفي رواية "اصنعوا كل شيء إلا النكاح". رواه مسلم

* حكم من جامع وخالف الشرع في ذلك *

القول الأول:-

فالجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية على أنه لا شيء عليه إلا التوبة لأن الأصل براءة الذمة ولا ينتقل عنها إلا بدليل

ولأنه وطء حرم بسبب الأذي الناتج عن ذلك فلم تتعلق به الكفارة كالوطء في الدبر وهذا القول مروي عن الإمام أحمد أيضاً.

القول الثاني :-

ذهب الإمام أحمد في رواية أخرى وهي أرجحهما عند الحنابلة إلى أنه يجب عليه كفارة دينار أو نصف دينار

لما روى عن حضرة النبيﷺ أنه قال في الذي يأتي امرأته وهي حائض :-

"يتصدق بدينار أو بنصف دينار" أخرجه أبو دود والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس

والدينار وزنه أربعة جرامات وربع الجرام من الذهب تقريباً

والراجح :- هو قول الحنابلة لصحة ما استدلوا به.والله أعلم

وقالوا إن كان الجماع في أول وقت الحيض فالكفارة دينار وإن كان في آخره فنصف دينار وإن كان فقيرا فنصف دينار في الحالتين. .

  * اضرار  الجماع وقت الحيض * 

. الاضرار الطبية معلومة في ذلك الأمر من التهابات للرجل أكثر من المرأة وأثره أشد علي الجنين .

[[ وقال الشيخ محمد الناشد الحلبي عن بعض كرامات العارف بالله أحمد الترمانيني الحلبي :-

أن رجلا جاءه مولود أسمر مخالف للون الأب ولون أمه فاشتبه الرجل بزوجته وأساء الظن بها

ثم وقف على درس الشيخ أحمد الترمانيني الحلبي فكاشفه الشيخ ( اي علم ما في سره وفي خاطره بسوء ظن الرجل بزوجته بنور الفراسة)

فقال الإمام في الدرس :- إن الله تعالى قد حرم الجماع فى الحيض لحكمة فمن فعل ذلك وأتاه ولد أسمر مخالف للون أبيه وأمه فلا يلومن إلا نفسه

فإن تغيير لون الإبن بسبب الجماع فى الحيض فعرف الرجل أنه هو المراد بهذا الكلام لأنه كان قد وقع منه ذلك وعزم على أن لا يعود إلى مثله وزال سوء ظنه بزوجته وذلك ببركة الشيخ أحمد الترمانيني الحلبي رضي الله عنه]]

{ كرامات الاولياء للنبهاني}

. * آداب الجماع وفوائدها للمولود *

الأدب الأول :- الاستعاذة

روي عن حضرة النبيﷺ  لَو أَنَّ أحدهم إِذَا أراد أَنْ يَأْتِيَ أهله قال بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشيطان وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فإنه إِن يُقَدَّرْ بينهما ولد فِي ذلك لم يضره شيطان أَبَدًا

( متفق عليه عن سيدنا إبن عباس)

[[ كان الإمام الليث بن سعد فقيه مصر رضي الله تعالى عنه إذا أراد أن يأتي أهله يقول :-

اللهم اشدد لى أصله وَارْفَعْ لى صَدْرَهُ وسَهِّلْ لى مَخْرَجَه ومَدْخَله وَارْزُقْنِي لَذَّتَه وهَب لى ذُرِّيَّةً صالحة تقاتل في سبيلك .]]

{ الدر المنظم في زيارة جبل المقطم لابن الموفق ص ٤١٣ }

الأدب الثاني ثانيا

عدم تخيل امرأة أخري في خياله أثناء الجماع :- . [[ قال العارف بالله العربي الفشتالي الدرقاوي:؛

إذا كان الرجل باله مع زوجته والمرأة بالها مع زوجها فالولد يكون صالحاً وأخلاقه طيبة وفيه خوف الله ولا شيطنة فيه فإذا ذهبت هذه الخيالات الفاسدة فلا يكونوا أولاد حرام .

وإذا كان بال أحدهما طائشاً ( اي أن الزوج بفكر في امرأة أخري أو الزوجة تفكر في خاطرها برجل آخر أثناء الجماع ) فإن الشيطان يدخل ويفسد كل شيء ويخرج الولد غير صالح

يجب أن يقول بسم الله أيضاً جهراً لكي يحفظ امرأته ولكي يخرج الولد صالحاً وإذا لم يقلها جهراً لا تحفظ زوجته ويخرج الولد غير صالح .

لأنك إذا بسم الله يذهب الشيطان وإذا ذهب الشيطان ذهبت الخيالات الفاسدة ]]

{رسائل الدرقاوي}

الأدب الثالث:-

الستر قدر الإمكان أدبا مع الله تعالي

لأن الستر مطلوب حياءا من الله تعالى وعدم التشبه بالحيوان عند ذلك.

فلقدروي عن حضرة النبيﷺ إحفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يميتك قلت: يارسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت ألا يراها أحد فلا يراها قال: قلت: إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: فالله أحق أن يستحيا من الناس» 

رواه الترمذي، وقال حديث حسن.

وفي الحديث جواز كشف العورة عند الجماع، ولكن مع ذلك لا ينبغي أن يتجرد الزوجان تجردا كاملا.

لما روي عن حضرة النبيﷺ إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجردا تجرد العيري.

(رواه ابن ماجه.)

وروي عن حضرة النبيﷺ إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم، إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم

(رواه الترمذي ) .

الأدب الرابع:-

لا تأتي اهلك في حال الغضب والخصام:-

إذا كان بينك وبين زوجك او زوجتك خصام وغضب شديد فلا يأتي الرجل أهله إلا بعد فترة زمنية لا تقل عن أربع ساعات حتي تهدأ الزوجة من الناحية النفسية لأن الغضب أو الزعل أن الحزن يغير الحالة المزاجية في جسد الزوجة

فإذا حدث لقاء بين الزوج وزوجته بعد الخصام والغضب مباشرة فقد يخرج المولود عصبي المزاج والأخلاق ويكون شديد الحمية وقد يخرج مريضا بعاهة في اعصاب جسده بسبب ذلك

والدليل على هذا القول :-

( إن سيدنا جبريل عندما أخبر السيدة مريم عليها السلام بأن الله أراد أن يكون منك مولود بغير أب قال تعالى ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا .قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا . أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا

فخافت وارتعدت والخوف مثل الغضب يغير الحالة الكيمائية في جسد الإنسان سواء رجل أو امرأة

فلما وجدها سيدنا جبريل علي هذه الحالة أطال الحوار والكلام معها وبين لها كيف يكون حتي تهدأ حالتها وتستقر حالتها النفسية والبدنية

فقال تعالى قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا . . ولذلك أيضا قال سيدنا عيسي عن نفسه .كما قال تعالى { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }

فانظر الي قوله شقيا ولم يقل عصيا كما قال سيدنا يحي فقوله شقيا إشارة واضحة الي فوائد كثيرة منها أن الرجل لا يأتي أهله في وقت يكون مزاجها سئ من حزن أو غضب او خوف أو غيره

هذا بخلاف أن من اتبع سيدنا عيسي وقتها لا يكون من أهل الشقاء لأن اتباع نبي كل زمان سعادة للأمة وقتها والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم)

    .* تتمة  وفائدة * 

. [[ قال العارف بالله العربي الفشتالي:-

  • الجنين يكتب له ( ثواب ) الحج عندما تحج أمه سواء نوت أمه عنه ذلك أم لا .( لكن لا يسقط عنه حج الفريضة إذا استطاع الحج بعد البلوغ )

  • الملائكة الذين يكونون مع الطفل عددهم أكبر من الملائكة الذين يكونون مع الكبار

  • الطفل معه عدد أكبر من الملائكة لأن الطفل طاهر لم يرتكب المعاصي والذين يفرحون ويكرمون الأطفال هم من أولياء الله .}}

{ العربي الدرقاوي}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

.* المراجع *

  • الفقه علي المذاهب الأربعة
  • كرامات الاولياء للنبهاني ج١ ص ٥٨١
  • رسائل العارف بالله العربي الدرقاوي
  • الدر المنظم في زيارة جبل المقطم لابن الموفق ترجمة
    الإمام الليث بن سعد ج١ ص ٤١٣