احاديث العبادات وآداب العادات

حديث النبيﷺ عن فضل الصلاة والذكر بعد المغرب

  • فضل الصلاة والذكر بين المغرب والعشاء *

روي عن حضرة النبيﷺ

من صَلَّى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عُدِلْنَ له بعبادة ثِنْتَيْ عشرة سنة

رواه الترمذي عن أبي هريرة وابن ماجه وأبو يعلى في المسند وابن خزيمة والطبراني في المعجم الأوسط }

  * تنبيه * 

أجمع الأئمة كابن حجر العسقلاني والهيثمي والنووي وغيرهم بجواز العمل بالحديث الضعيف بشروطه فمنها

  • ١- أن لا يخالف أصلا من أصول الدين

-٢ - يندرج تحت أصل معمول به

  • ٣- ألا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط

  • ٤ - ضعف الدليل لا يوجب ضعف المدلول ...الخ

وقال الإمام الاجهوري :-

لا يخفى علينا أن العمل بالحديث في فضائل الأعمال لا يتوقف على صحته بل كل من بلغه عن الله من الخير شيء عن عالم ثقة أو حديث له أن يعمل بمقتضاه ( ما لم يخالف أصلا من أصول الدين )

وإحسان المولي سبحانه وتعالى وفضله على عبيده لا خرج فيه ولا قيد وكل إنسان على حسب صدق نيته كما قال النبي ﷺ نية المرء خير من عمله

فيسعى العبد معتمداً على فضل ربه عز وجل بمقتضى ما بلغه عن ربه والله يمن على من يشاء من عباده .

. * أقوال العارفين في الحديث *

  • قال إبن عجيبة الحسني :-

إذا غربت الشمس صلى المغرب فاشتغل بإحْيَاءِ ما بين العشاءين والصلاة فيه ناشئة الليل لأنه أول ساعات وهي صلاة الأوابين

وقال الحسن هي المراد بقوله تعالى. ﷽. (تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ )

وسئل سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما عمن ينام بين العشاءين فقال لا تفعل فإنها الساعة المعنية بقوله تعالى.
﷽ (تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ }

وروي عن حضرة النبيﷺ

عليكم بالصلاة بين العشاءين فإنها تذهب بملاغاة النَّهار

وعن أبي هريرة رضي الله عنه من صلى ست ركعات عدلت له عبادة سنة وفي رواية عبادة اثنتي عشرة سنة

  • وعن سعيد بن جبير عن النبي ﷺ من عكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلم إلا بصلاة أو قرآن كان حقاً على الله أن يبني له قصرين في الجنة مسيرة كل قصر منهما مائة عام يغرس له بينهما غروساً لو طافه أهل الدنيا لوسِعَهُمْ».

فالصلاة في هذا الوقت تعدل قيام الليل وكان الشيخ يوسف ابن عمر لا يزال قائماً فيه حتى يصلي العشاء، وكان شيخاً كبيراً.

  • وقال الأسود ما أتيت ابن مسعود في هذا الوقت إلا ووجدته يصلي فسألته فقال نعم هي ساعة الغفلة وكان أنس بن مالك يواظب عليها ويقول هي ناشئة الليل.

  • وروي عن حضرة النبيﷺ

من قرأ الم تنزيل الكتاب ( سورة السجدة ) و ( تبارك الذي بيده الملك » بين المغرب والعشاء فكأنما قام ليلة القدر منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة وله بكل نبات أنبتته الأرض حسنة

{ أخرجه الديلمي في الفردوس عن ابن عمر }

  • وقال أحمد بن أبي الحواري قلتُ لأبي سليمان الداراني أصوم النهار واتعشى بين المغرب والعشاء أحب إليك أو أقطر بالنهار وأخي ما بينهما؟

فقال احمد اجمع بينهما فقلت له إن لم يتيسر لي قال افطر وصلي بين المغرب والعشاء ما بينهما . .

  • وقال الشوكاني في نيل الاوطار :-

والأحاديث في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء وإن كان أكثرها ضعيفا فهي تقوي بعضها بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال،

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.

   * المراجع * 
  • سنن الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة والطبراني في المعجم الأوسط
  • بستان الفقراء ونزهة القراء للكتامي الباب رقم ٦٨
  • اللواقح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية لابن عجيبة الحسني
  • نيل الاوطار للشوكاني
  • انظر إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي
  • وانظر مقدمة ابن الصلاح .