فضل ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ﷺ

حديث النبيﷺ عن ذكر لا إله إلا الله وفضلها ج٢

  • حديث النبيﷺ عن ذكر لا إله إلا الله وفضلها ج٢ *

  • كيفية الذكر بلا اله الا الله و ذكر الجلالة ( الله) :-

قال إبن حجر الهيثمي:-

ذكر لا إله إلا الله أفضل من ذكر الجلالة مطلقا هذا بلسان أهل الظاهر وأما عند أهل الباطن فالحال يختلف باختلاف أحوال السالك

فمن كان من أهل البداية ويعاني من شهود الأغيار ( اي التعلق بالدنيا وما فيها من نعيم ومتاع وزينة وخلق ومخلوقات ..الخ ) وعدم انفكاكه عن التعلق بها وعن إرادته وشهواته وبقائه مع نفسه

فالافضل له إدمان الذكر بالإثبات بعد النفي ( اي تقول لا اله الا الله ) حتى يستولي عليك سلطان الذكر

فإذا استولت عليك جواذب الحق حتى أخرجتك عن شهواتك وإرادتك وحظوظك وجميع أغراض نفسك أصبحت بعيدا عن شهود الأغيار واستولى عليك مراقبة الحق أو شهوده

فحينئذ تكون مستغرقا في حقائق الجمع الأحدي والشهود السرمدي فالأنسب بحالك الاستغراق فيما يناسب حالك من ذكر الجلاله فقط لأن ذلك فيه تمام لذتك ودوام مسرته ونعمته ومنتهى إربه ومحبته

بل إذا وصل السالك إلى هذا المقام وأراد قهر نفسه إلى الرجوع إلى شهود غيره حتى ينفيه أو يتعلق به خاطر

فإن نفسك المطمئنة لا تطاوعك لما شاهدت من الحقائق الوهبية والمعارف الدوقية والعوارف اللدنية.

{ الفتاوى الحديثية ص ٧٢ }

  • وقال مرتضى الزبيدي:-

ذكر الجلالة ( الله الله ) على الدوام مع حضور القلب وهو ذكر من غلب عليه الجذب قبل السلوك وهو اختيار طائفة منهم.

أو يقول (لا إله إلا الله ) وهو ذكر من غلب عليه السلوك قبل الجذب واختاره طائفة منهم

وكلاهما موصلان لكن حضور القلب شرط في الكل فيجلس ويقول ( الله الله الله) أو ما يراه الشيخ من الذكر المناسب لحاله في سلوكه

فمن غلب عليه الجذب فهذه ذكره ( الله الله ....) ومن غلب عليه السلوك فالمناسب له النفي والإثبات ( لا اله الا الله..)

( وطائفة أخري رجحت الذكر بلا اله الا الله محمد رسول الله ﷺ ليلا ونهارا بداية ونهاية )

{ إتحاف السادة المتقين ج٨ ص ٤٥٣ و ٧٠٢ }

وقال إسماعيل حقي الخلوتي:-

وأما ما قال أن الذكر بلا إله إلا الله أفضل من الذكر بكلمة (الله الله) و (هو هو) من حيث إنها جامعة بين النفي والإثبات ومحتوية على زيادة العلم والمعرفة

فبالنسبة إلى حال المبتدئ فكلمة التوحيد ( لا اله الا الله ) تظهر مرآة النفس بنارها فتوصل السالك إلى دائرة القلب

وكلمة الجلالة (الله الله ...) تنور القلب بنورها فتوصل إلى دائرة الروح وكلمة (هو) تجلي الروح فتوصل من شاء الله إلى دائرة السر. { روح البيان ج٢ ص ٢٤٠ }

.

  • من أسرار إسم الجلالة:-

  • من ذكره الف مرة في موضع خالي من الأصوات لا يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه، وإن داوم على ذلك كان مجاب الدعوة

  • ومن كتبه بعدد حروفه لسائر الأمراض يشفي به المريض و يعافي بإذن الله تعالى

  • ومن قال كل يوم بعد صلاة الصبح ( هو الله ) سبعه وسبعين مرة ( ٧٧ مرة) رأى بركتها في دينه ودنياه وشاهد في نفسه أشياء عجيبة.

  • ( يا الله يا رب ) لاستجابة الدعاء

ومن ناجي ربه في الليل. بعد صلاة ركعتين ويقول يا الله يا رب ساعة زمانية ظهر له نور عظيم وكشف الله عن بصيرة قلبه واستجيب دعاؤه من أمر الدنيا والآخرة باذن الله تعالى وفضله

  • وقال العارف بالله محي الدين ابن العربي :-

من أراد يتولى الله تعليمه شهوداً كما تولى أهل الله كالخضر وغيره فليترك جميع المعلومات وجميع العالم من خاطره ويجلس فارغ الله بحضور ومراقبة وسكينة

وذكر الهي باسم ( الله الله ) ذكر قلب ولا ينظر في دليل يوصله إلى علمه بالله فإذا لزم الباب وأدمن هذا الذكر بالجلالة

وهب الرحمة التي يؤتيه الله من عنده وهي توفيق الله تعالى لك وإلهامك كما قال سبحانه وتعالى (وَعَلَّمْناهُ مِن لَّدُنَا عِلْمًا﴾

من الوجه الخاص الذي بينه وبين الله وهو لكل مخلوق لأنه يستحيل أن يكون للأسباب أثر في المسببات فإن فإن ذلك لسان الظاهر

{ الفتوحات المكية لإبن العربي الباب ٣٩٤ } . " ويروى أن سهل كان قد جلس مع أصحابه ذات يوم فمر رجل عليهم فقال سهل لهذا الرجل سر أنظروا فكان الرجل قد مضى.

ولما توفى سهل كان تلميذ قد جلس على حافة قبره فمر ذلك الرجل الذي أشار إليه سهل فقال له التلميذ أيها السيد هذا الشيخ الذي في هذا التراب ( يقصد سهل التستري )

قال إن لديك سراً فبحق الله الذي قد وهبك هذا السر أخبرني ما هو فأشار الرجل إلى قبر سهل وقال:

قل يا سهل فسمعت صوت سهل من داخل القبر بصوت عال لا إله إلا الله وحده لا شريك له

فقال الرجل قيل من كان من أهل لا إله إلا الله لا يظلم قبره صادقا أو غير صادق فصاح سهل من القبر وقال إنه الصدق (رحمة الله عليه).

{ تذكرة الأولياء للعطار ترجمة سهل التستري}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.

  • المراجع:-

  • البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد

  • الدر المنثور للسيوطي

  • الشريعة لابو بكر الآجُرِّيُّ البغدادي

  • الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي

  • إتحاف السادة المتقين لمرتضي الزبيدي

  • تفسير روح البيان لإسماعيل حقي الخلوتي

  • الفتوحات المكية لمحي الدين ابن العربي .* نعت البدايات وتوصيف النهايات لماء العينين

  • مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح للعارف بالله أحمد إبن عطاء الله السكندري .

  • تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار

  • أدب الدنيا والدين لابن أبي الدنيا

  • الطبقات الوسطى لعبد الوهاب الشعراني ج١ ترجمة الإمام هب بن منبه ومكحول الدمشقي:

  • شرح الوظيفه الزروقية لأحمد السجاعي ص ١٣٤

  • الفيوضات الإحسانية شرح الأوراد البهائية (وهي أوراد العارف بالله بهاء الدين نقشبند) ص ٤٤-٤٥

  • اللوائح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية لابن عجيبة الحسني .