حديث النبيﷺ ان لا إله الا الله حصن للموحد
روي عن حضرة النبيﷺ في الحديث القدسي:
لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي
( اخرجه القضاعي والديلمي )
البيان :-
أعلم أن النطق بلا إله إلا الله لها أثر وتأثير وفضل علي من يداوم عليها بعدد أنفاسه قائما وجالس وماشي ونائم وبالقلب وأنت تأكل وتشرب وتعمل في كل وقت
وبيان تأثيرها في عدة وجوه وإن كلمة حصن في الحديث بليغة الي درجة الإعجاز فهذه الحصون كالتالي : .
- الحصن الاول من المخلوقات :
إن تأثيرها علي إبليس شديد كالصواعق المحرقة فتاثير الوسوسة يضعف لك بل إذا اقترب منك اي مخلوق من المخلوقات الخفية من الجن أو الحن أو غيرهم فإنه يصعق بسبب نور ذكر لا إله إلا الله
وتأثيرها علي البشر ان كل من حاول الكلام أو الهجوم عليك فإنه يجد منك هيبة وجلال بسبب تجليات كلمة التوحيد لا إله إلا الله فهي من آثار جلال الله تعالى عليك
- الحصن الثاني من الشرك الخفي :
قال العارف بالله علوان الحموي : من دخل حصن مولاه فكيف يصل إليه سواه؟ فلا يزال السلك يذكرها بلسانه حتى يصل أثرها إلى قلبه وينمحي بسببها الشرك وتنهدم سائر أركانه
إذ لا قدرة للضعيف العاجز عن مقاومة العدو إلا بذكر مولاه، ولا يمكنه التخلص من سباع الشرك إلا بالتحصن بحصن: «لا إله إلا الله»
وكلما لازمها السالك زاد إيمانه وزاد يقينه وخرج عن نفسه وصل إلى وخرج عن ( مشاهدة فعل ) الخلق ( وعلمت يقينا بأن الفاعل والمؤثر في الوجود والخلق هو الله تعالى وحده والوجود اسباب وهو عز وجل فاعل في الأسباب )
( شرح الرسالة الرسلانية للحموي ص ١٠٤ بتصرف يسير )
- حصن من العقوبة بالمغفرة والشفاعة لك :-
قال العارف بالله محمد المرون :
لا إله إلا الله مفتاح للمغاليق وهي أفضل وجوه الذكر قال تعالى : ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا له [ سورة محمد:] .
العوالم العلوية والسفلية كلها تسبح الله وتقول لا إله إلا الله جهراً على رؤوس الأشهاد يسمعها إنس وجن وشياطين وملائكة وحجر ومدر
فكل من سمعها يشهد لك بها يوم القيامة لأجل هذا عمر الصوفية أوقاتهم بها ليلاً ونهاراً.
ومن شرف لا إله إلا الله وعظمتها أنه إذا قالها الرجل المخلص لله تعالى خرجت من فمه صورة روحانية ملكية على صورة الرفرف الأخضر وتصعد إلى العرش
فتسجد بين يدي الله وتضطرب اضطراباً شديداً ويقول لها المولى عزوجل اسكني فتقول له يا رب لا أسكن حتى تغفر لصاحبي وتعطيه ما سأل
فيقول لها المولى عز وجل اسكني فبعزتي وجلالي أعطيته قبل أن يسألني... الخ.
( سلسلة أعيان المغرب محمد المرون ص ٩٢،٩٣ )
- حصن من ظلمة القبر :
قال العارف بالله العطار :- روى أن سهل كان قد جلس مع أصحابه ذات يوم فمر رجل عليهم فقال سهل لهذا الرجل سر أنظروا فكان الرجل قد مضى.
ولما توفى سهل كان تلميذ قد جلس على حافة قبره فمر ذلك الرجل الذي أشار إليه سهل فقال له التلميذ أيها السيد هذا الشيخ الذي في هذا التراب ( يقصد سهل التستري )
قال إن لديك سراً فبحق الله الذي قد وهبك هذا السر أخبرني ما هو فأشار الرجل إلى قبر سهل وقال:
قل يا سهل فسمعت صوت سهل من داخل القبر بصوت عال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
فقال الرجل قيل من كان من أهل لا إله إلا الله لا يظلم قبره صادقا أو غير صادق فصاح سهل من القبر وقال إنه الصدق . { تذكرة الأولياء للعطار }
- حصن من عذاب الآخرة :
روي عن حضرة النبيﷺ. إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيقول لا
فيقال له نعم إن لك عندنا حسنة لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
فتوضع البطاقة في كفة والتسعة والتسعون في كفة قال فرجحت البطاقة فطاشت السجلات.
{ أخرجه الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو }
.قال العارف بالله أبو الفضل الأحمدي :-
أنَّ الإنسان إن كان يقول ( لا إله إلا الله ) معتقداً لها فما أشرك وإن أشرك فما اعتقد بأنه ( لا إله إلا الله )
وإنما دخلت ( لا إله إلا الله ) ميزان صاحب السجلات التسعة والتسعين من السيئات لأن صاحب السجلات كان يقول ( لا إله إلا الله ) مُعتقداً لها
إلا أنه لم يعمل معها خيراً قط فكان وضع ( لا إله إلا الله ) في مقابلة التسعة والتسعين سجلاً من السيئات فترجح كفة ( لا إله إلا الله ) بالجميع وتطيشُ السجلات فلا يثقل مع اسم الله شئ
( الطبقات للشعراني ج٢ ص ٤٩٥ .) .
-
حصن من الجنون
-
عن على الرضا رضى الله عنه قال :
حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه على زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه على بن أبي طالب قال : حدثني حبيبي وقره عينى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنى جبريل عليه السلام قال حدثنى رب العزه سبحانه وتعالى قال :
كلمه لا إله الا الله حصنى فمن قالها دخل حصنى ومن دخل حصنى أمن من عذابي
قال الإمام أحمد رضى الله عنه لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق من جنونه .
- ومن فضائل لا اله الا الله
وفي المعارف. إن من قالها ألف مرة على الطهارة في صبيحة كل يوم يسر الله له أسباب الرزق
ومن قالها عند منامه ألفا باتت روحه تحت العرش
ومن قالها عند قوة الشمس ضعف منه شيطان الباطن
ومن قالها عند رؤية الهلال أمن من أسقام الأجسام
ومن قالها عند دخول مدينة أمن من فتنها
ومن قالها بجمع فكره وأرسلها لظالم أو جائر قطعته
( جامع الاصول في الاولياء للكمشخانوي ص ٤٨ ا) .
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم . وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى آله وصحبه أجمعين
-
المراجع:-
-
سنن الترمذي وابن ماجه ومسند القضاعي والديلمي
-
شرح الرسالة الرسلانية لعلوان الحموي طبعة العلمية
-
سلسلة أعيان المغرب العارف بالله محمد المرون
-
تذكرة الأولياء للعارف بالله فريد الدين العطار ترجمة الإمام سهل التستري
-
الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ترجمة الإمام أبو الفضل الأحمدي طبعة دار ضياء الشام .
-
جامع الاصول في الاولياء للكمشخانوي ص ٤٨ طبعة دار الكتب العلميه .
-
الطبقات الذهبية في ذكر أولياء الله والإشراف والصالحين بالديار المصرية للدكتور شريف الحمضي ج ٢ ص ٦ طبعة دار جوامع الكلم