الآخرة وما فيها من رحمة الله

حديث النبيﷺ عن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة

روي عن حضرة النبيﷺ

 إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. ( البخاري ومسلم)

. الاشارة الأولي:-

لا يتعارض الحديث مع قوله تعالي ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا ) لأن العبد غير مجبور علي ما كتبه الله تعالى في علمه فأنت تفعل بارادتك واختيارك ففعل الذنوب واقتراف السيئات يحبط الأعمال إذا لم يلحقها توبة نصوح فاستحقاق الجنة بالعمل الطيب ودخول النار بالعمل السوء وما ربك بظلام للعبيد .

الإشارة الثانية:-

قال العارف بالله شمس الدين اللبان:-

فيه إشارة إلى أن خشية سوء الخاتمة مخصوص بأهل أعمال الجنة وأما أهل الإخلاص لأعمال التوحيد فلا يُخْشَى عليهم سوء الخاتمة ولهذا قال : فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها

فَأَفَهَم بذلك أن المُتقرب نوعان :-

متقرب إلى الجنة بأعمالها ومتقرب إلى الله بذكره كما ثبت فى حديث النبيﷺ :

أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني .... إلى قوله : وإن تقرب إلى ذِرَاعًا تَقَرِّبْتُ منه باعًا ...الخ الحديث....

وبذلك تفهم أن المتقرب إلى الله تعالى لا يمكن أن يبقى بينه وبينه ذراعٌ لأن ذلك الذراع إن كان التقرب به مطلوبا من العبد لم يبقى بعده مقدار يتقرب الله تعالى به إليه وحينئذ يستلزم أن يخلف الله تعالى وعده وهذا محال علي الله عزّ وجل .

وإن كان موعودًا به من الله لَزِمَ تَنجيز وَعْدِهِ ( لأن الكريم إذا وهب ما سلب ) وتَحَقِّقُ القُرب للعبد فلا يبقى حينئذ إبعاد ولا دُخُول إلى النار

فنعلم من ذلك أن ذلك الذراع مخصوص بأهل القرب إلى الجنة وليس غيرهم من المتقربين إلي المولي عز وجل فافهم

  • المراجع:-

إزالة الشبهات عن الآيات والأحاديث المتشابهات لشمس الدين اللبان ( بتصرف يسير)

  • الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني .