الآخرة وما فيها من رحمة الله

حديث النبيﷺ عن وضع لا إله إلا الله في ميزان العبد

روي عن حضرة النبيﷺ

إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيهابها الرجل ويقول لا، فيقول له نعم إن لك عندنا حسنة لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم

ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوضع البطاقة في كفة والتسعة والتسعون في كفة قال فرجحت البطاقة فطاشت السجلات.

{ أخرجه الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو }

.

  • قال العارف بالله أبو الفضل الأحمدي :-

موازين الآخرة تدرك بحاسة البصر مثل موازين أهل الدنيا لكنها ممثلة غير محسوسة عكس الدنيا فهي كتمثل الأعمال سواء

فإنَّ الأعمال في الدنيا أعراض وفي الآخرة تكون أشخاص

لأن الحقائق إذا وضعت الموازين لوزن الأعمال جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم لكن أعمالهم الظاهرة دون الباطنة

ولأن الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس لكن يقام فيها العدل وهو الميزان الحكمي المعنوي

وقد ورد عن النبي ﷺ:-

والحمد لله تملأ الميزان ( صحيح مسلم)

وإنما لم تكن ( لا إله إلا الله ) تملأ الميزان كالحمد لله لأن كل عمل خير له مقابل من ضده ليحصل هذا الخير في موازينه

ولا يقابل ( لا إله إلا الله ) إلا الشرك ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان واحد بخلاف المعاصي غير الشرك لأن العاصي لم يخرج عن الإسلام بمعصيته

وإيضاح ما قلناه :-

أنَّ الإنسان إن كان يقول ( لا إله إلا الله ) معتقداً لها فما أشرك وإن أشرك فما اعتقد بأنه ( لا إله إلا الله )

فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل ( لا إله إلا الله ) الميزان لعدم ما يُعادلها في الكفة الأخرى

وإنما دخلت ( لا إله إلا الله ) ميزان صاحب السجلات التسعة والتسعين من السيئات لأن صاحب السجلات كان يقول ( لا إله إلا الله ) مُعتقداً لها

إلا أنه لم يعمل معها خيراً قط فكان وضع ( لا إله إلا الله ) في مقابلة التسعة والتسعين سجلاً من السيئات فترجح كفة ( لا إله إلا الله ) بالجميع وتطيشُ السجلات فلا يثقل مع اسم الله شئ

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين .

  • المراجع:-

  • صحيح الإمام مسلم

  • الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ترجمة الإمام أبو الفضل الأحمدي ج٢ ص ٤٩٥ طبعة دار ضياء الشام .