احاديث العبادات وآداب العادات

حديث النبيﷺ ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا ثم يتطهرُ

روي عن حضرة النبيﷺ :-

ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا ثم يتطهرُ فيحسنُ الطهورَ ثم يصلِّي ركعتين ثم يتوبُ للَّهِ من ذنبِه إلا تاب اللهُ عليهِ

(أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في السنن )

  • أقوال العارفين في ذلك :-

باب الله عزّ وجل دائما مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها فأي وقت وقعت فيه إلى هفوة أو ذنب أو شيء لا يحبه الله منك

قال سبحانه وتعالى :-

(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لذنوبهم)
. فارجع إلى ربك سبحانه وتعالى فإنه أولى بك منك وليكن عندك أمل ورجاء أنه يقبلك بفضله وكرمه

لأنه عند ظن عبده به فلا مهرب من مولاك إلا إلي مولاك فلا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله

فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه تعالى ذنبه

جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال :

يا رسول الله أن لي ذنبا وفسادا كثيرا ورزقا قليلا وأخشى أن لا أراك في عرصة القيامة وان لا اجاورك في دار المقامة

فقال له النبي ﷺ إذا أصبحت كل يوم فقل :-

سبحان من لا يعلم قدره غيره سبحان من لا يبلغ الواصفون قدر صفته

تغفر ذنوبك العظيمة وتحط عنك أوزارك الثقيلة وتجتمع معي في عرصة القيامة وتجاورني في دار الإقامة.

وأوحي الله تعالي إلى داود عليه السلام يا داود اسمع مني ما أقول لك :-

أنه من ذكر ذنوبه في الحال فاستحيا مني عند ذكرها سترتها عن الحفظة وغفرتها

يا داود اسمع مني والحق أقول لك انه من عمل من الذنوب حشو الأرض من مشرقها إلى مغربها ثم ندم عليها حلب شاة سترتها عن الحفظة وغفرتها

يا داود من عمل حسنة أدخلته بها جنتي قال يارب وما تلك الحسنة قال تكشف عن مكروب ولو بشق تمرة

يا داود لم يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلى ولتقطعت أوصالهم من محبتي

يا داود هذه إرادتي في المديرين عني فكيف إرادتي في المقبلين على أرحم ما يكون بعبدي إذا أدبر عني وأحوج ما يكون إلى إذا أقبل إلي

  • وقال حاتم الأصم:-

اخترت أربعة علوم فنجوت بها من كل شئ:-

أولها : عرفت أن لله تعالى حقا لا يستطيع غيري أن يؤديه فانشغلت بأدائه.

وثانيها : عرفت أن لي رزقا مقسوما لا يزيد بحرصي فاسترحت من طلب الزيادة

وثالثها: عرفت أن لي طالب وهو الموت لا أستطيع الفرار منه فتهيأت له

ورابعها: عرفت أن لي إلها جل جلاله مطلع علي فخجلت منه وامتنعت عما لا يليق عمله

لأنه حين يكون العبد عالما بأن الله تعالى ناظر إليه لا يعمل عملا يخجل منه يوم القيامة. . فمن عرف الله حق معرفته عبده بكل طاقته لأن كل من يعرف ربه يعرفه بالإنعام والإحسان والرأفة والرحمة والمغفرة والتوبة والكرم فإذا عرفه أحبه مولاه

فإذا أحبك مولاه عز وجل أطعته بقدر طاقتك لأن إطاعة أوامر الأحبة لا تكون شاقة وكل من يكون أكثر محبة لربه يزداد حرصه على الطاعة وكثرة المحبة من حقيقة المعرفة .

  • المراجع :-

  • صحيح أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

  • رسالة الفضل والمنة للعارف بالله علي البيومي

  • الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ترجمة حاتم الأصم

  • المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى لأحمد التادلي . .