حقائق التصوف

بعض اداب سلوك العبد ( المريد ) الي ربه

* بعض اداب سلوك العبد ( المريد )  الي ربه :- 

* قال العارف بالله محي الدين ابن عربي:- 

*  إذا أردت أن تتعرض لنفحات ربك فلا تكن مع نفسك على ما تشتهيه ولتكن معها على ما لا تشتهيه وتثقل عليها فبمخالفة نفسك تصل إلي ربك

فإن مسافة الطريق تطويها وثمرة عملك تجدها وإذا أردت أن تتعرض دائماً للنفحات ربك بدون انقطاع بأن تقرن حركاتك وسكناتك بذكر ربك كما أمرك ربك 

* عليك بقلة الطعام والصيام أو الجوع وحسن الخلق والتعلق بالله تعالى وذكره علي الدوام بلسانك وقلبك أو بقلبك وبر الوالدين وحسن الخلق مع الزوجة والأولاد

وكذلك صلة الرحم لأنها وصلة بالله تعالى وخدمة الناس بين أهل وقريب وغريب وتحمل اذي العباد والرد عليهم  بالحسني 

فالبحث عن مكارم الأخلاق اهم وأفضل الأحوال لتنال رضي مولاك ومصاحبة النبي ﷺ يوم القيامة

 كما روي عن حضرة النبي ﷺ.   

إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربكم منِّي في الآخرة محاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدكم منِّي في الآخرة أساوِئُكم أخلاقا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المتشدقون

وروي أيضاً عن النبي ﷺ.

إنَّ الله ( جل جلاله) ليُبَلِّغُ العبد بحسن خلقِهِ دَرَجَةَ الصوم والصلاة 

* لا تفارق مصلاك من بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس ولا بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس
حيث تذكر الله تعالى بحضور وخشوع

( إلا إذا كنت صاحب عمل علي قدر الاستطاعة ولو قبل المغرب بنصف أو ربع ساعة بخلاف يوم الجمعة والاجازة فلا تترك الوقت كله بلا ذكر ) 

* ولا يفوتك الوقوف بين يدى الله مصليا من الظهر إلى العصر  ( إلا إذا كنت من أهل العمل فالعمل عبادة ) 

ومن المغرب إلى العشاء الآخرة  وحافظ على أربع ركعات أول النهار وقبل الظهر وقبل العصر

وأما صلاة الوتر أقله واحدة أو ثلاثة وأوسطه سبعة  وأفضله ثلاث عشر ركعة 

* ولا تنام إلا عن غلبة ولا تأكل إلا عن حاجة ولا تلبس إلا عن وقاية من برد أو حر بنية ستر العورة ودفع الأذى القاطع عن عبادة ربك 

* وقيام الليل لأنه دأب الانبياء والمرسلين والصالحين 
 خاصة الثلث الأخير ولو أن تقوم قبل الفجر بساعة لأنها اوقات التجلي الإلهي والمواكب الإلهية كما في الحديث إن الله يتجلي كل ليلة في الثلث الاخير من الليل 

* وإن كنت ممن يعرف أن يقرأ  فاجعل على نفسك وردا من القرآن في المصحف تمكنه من حجرك وتلقى يدك اليسرى على المصحف وتمشى بيدك اليمني على حروفه وأنت تنظر إليه

 وترفع صوتك بحيث تسمع نفسك  وترتل القرآن وتسأل في الآية التي توجب السؤال  وتعتبر في آيات الاعتبار وتعامل فى كل آية بحسب ما تدل عليه من الاستعاذة والاستغفار وغير ذلك 

وإذا قرأت صفة للمؤمنين فانظر إلى ما عندك من تلك الصفات وإلى ما فقدت منها  فاشكر الله على ما عندك وحصل ما فاتك 

وكذلك إذا قرأت صفة للمنافقين والكافرين فانظر هل فيك من تلك الصفات شيء أم لا .

* ومما لا بد لك منه هو محاسبة نفسك ومراعات خواطرك مع الأوقات واستشعار الحياء من الله تعالى بقلبك 

فإنك إذا استحييت من الله منعت قلبك أن يخطر فيه ذهنك خاطر لا يحبه مولاك عز وجل  أو تتحرك بحركة لا يرتضيها الله تعالى 

وعليك بمراعاة الأوقات بأن تنظر إلى الوقت الذي أنت فيه ، وتنظر ما قال لك الشرع أن تعمله فيه فافعله ، فإن كنت في وقت فرض فافعله  أو مندوب فبادر إليه 

( ولا تجلس فارغا لأن النفس إن لم تشغلها بحق أو واجب أو مندوب شغلتك بالباطل والفكر في الذنوب والعيوب ) 

وإن كنت في وقت مباح فأشغل نفسك فيه بما حثك الحق إليه من الخير على أنواعه 

* وإذا شرعت في عمل مشروع يعطى قربة من الله تعالى فلا تحدث نفسك بأنك تعيش بعده إلى عمل آخر  واجعل ذلك آخر عملك من الدنيا الذي به تلقى ربك عليه فإنك إذا فعلت هذا أخلصت  ومع الاخلاص يكون القبول .

* ومما لا بد لك منه هو الجلوس على طهارة دائماً ومتى أحدثت توضأ  ومتى توضأت صل ركعتين إلا أن يكون الوقت قد نهى عن ايقاع الصلاة فيه ( وادع ربك بعد الصلاة يستجاب لك باذن الله تعالى ) 

لما روي عن حضرة النبي ﷺ وإن كان حديث ضعفه العلماء لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال كما هو الحال في علم اصول الحديث وهو:- 

من احدث ولم يتوضأ فقد جفاني ومن توضأ ولم يصلي فقد جفاني ومن صلي ولم يدع فقد جفاني ومن دعاني ولم أجبه فقد جفوته ولست برب جاف 

واعلم أن أوقات النهي عن الصلاة فيها هى ثلاثة أوقات عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند الاستواء إلا يوم الجمعة خاصة  فإن الصلاة تجوز عند الاستواء 

هذا بخلاف من قال كل صلاة لها سبب تصلي حتي في أوقات النهي كصلاة الجنازة وتحية المسجد وفريضة تأخرت أو سنة مؤكدة مداوم عليها كما في المذهب الشافعي رضي الله عنه وعن الفقهاء جميعاً 

 * قال العارف بالله علي الخواص:- 

لا يصلح إطالة الجلوس في المسجد وهو حضرة الله سبحانه وتعالى فنخاف أن نأتي لنريح فنخسر

فينبغي لكل مؤمن مراعاة الأدب في المسجد فإنه بيت الله عز وجل الخاص

ولا تبادر قبل الوقت إلا إن علمت من نفسك القدرة على كف جوارحك الظاهرة والباطنة من كل مذموم

حتى من سوء الظن بأحد من المسلمين أو بالاهتمام العظيم بأمر الرزق والمعيشة فإن ذلك من أقبح الصفات

 لما في ذلك من رائحة الاتهام بالحق تعالى بأنه يضيعك وهو سبحانه وتعالى يرزقك من حين كنت في بطن امك حتى بلغت الشيب والكبر عتيا

وعلى الجالس في المسجد أمور عديدة منها ألا يخطر في باله أنه خير من أحد المسلمين فإن هذا هو ذنب إبليس الذي أخرجه من حضرة الله 

قطع مريد ورده من ذكر وتلاوة القرآن إلا قطع الله عنه المدد في ذلك اليوم .

*  لا تفيد الخلوة إلا إن كانت بإشارة عارف بالله تعالى وإلا ففسادها أكثر من صلاحها

* لا يتقدم للإمامه في الفرض والجنازة إلا من كان ظاهره كباطنه ليس له سريرة يفتضح بها في الدارين 

أما من ارتكب في الباطن أي في الخفاء شيئا بحيث  لو اطلع عليه المقتدى من المأموين لكره الصلاة خلفه فلا يتقدم للإمامة .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين 
.
المراجع :- 

* مجمع الزوائد للهيثمي والترغيب والترهيب للمنذري
* باب الوصايا بالفتوحات المكية لإبن عربي 
* بهجة النفوس والأحداق فيما تميز به القوم من الأخلاق 
 لعبد الوهاب الشعراني المصري