روي عن حضرة النبيﷺ لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس
أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله ﷺ مرَّ بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لَتُساقِطُ من ذنوب العبد كما تساقَطَ ورقُ هذه الشجرة
أخرجه الترمذي
- البيان *
قائل هذه الكلمات له من الأجر والثواب ما لا يحصى من مغفرة الذنوب واستجابة الدعاء بعدها وغرس شجرة في الجنة كلما قالها الي غير ذلك من فضائلها كما روي عن حضرة النبيﷺ في أحاديث أخري في فضل هذه الكلمات
ولكن هل يتساوي من يقولها بعلم مع من يقولها بغير علم الكل له ثوابه لكن من يعلم حقيقة هذه الكلمات فله درجة أن مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى
فهذه الكلمات تضمنت بداخلها جميع اسماء الله الحسنى وجمعت بداخلها لب وصلب التوحيد بالله عز وجل:-
* توضيح *
[[ إعلم أن معاني أسماء الله تعالى الحسني تندرج تحت أربع كلمات وهي سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر
سبحان الله:-
معناها سلب العيب والنقص عن ذات الله، وصفات الله وأفعاله فكل ما كان من أسماء الله تعالى معناه سلب فهو مندرج تحت هذه الكلمة كالقدوس والسلام ونظائرها
والحمد الله :- معناها إثبات كل كمال لذات الله تعالى وصفاته وأفعاله فكل ما كان من أسماء الله تعالى متضمن لكمال لا يدرك ولا يُعقل فهو مندرج تحت هذه الكلمة كالحي، والعالم، والقادر ونظائرها
فنفينا بسبحان الله كل عيب عقلناه وأثبتنا بالحمد الله كل ما أدركناه
والله أكبر:-. معناها فوق ما نفيناه عن الله تعالى وأثبتناه لله عز وجل فهناك كمال قد غاب عنا وجهلناه فنتحققه بالإجمال بقولنا الله أكبر أي أجل وأعظم مما نفيناه وأثبتناه فكل ما كان من أسماء الله تعالى متضمن بكمال ربك لا يدرك ولا يعقل فهو مندرج تحت هذه الكلمة مثل ذي الجلال والإكرام
ولا إله إلا الله:-
معناها أن كل كمال لله عز وجل وهذا شأنه وحده سبحانه وتعالى فإننا بذلك ننفي أن يكون في الموجودين
( من خلق وغيره ممن يعبدون آلهة باطلة ) من يماثله أو يشاكله أو يناظره فنحققه بقولنا لا إله إلا الله فالألوهية تُرجع استحقاق العبودية إلى من اتصف بما ذكرناه والله تعالى أعلم ]]
{ المسائل لإيضاح المسائل لمحي الدين ابن العربي بتصرف يسير ]]
فمن نطق بهذه الكلمات وذكر ربه بها وهو علي معرفة بما فيها من معاني فمكانته عند الله أعظم ممن يقولها لمجرد الذكر دون علم. قال تعالى:- (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
[[ قال العارف بالله أبو سعيد الخير:- لله عز وجل تسعة وتسعون اسما في القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وأعظم هذه الأسماء السبحان ( اي سبحان الله) وعندما تقول السبحان فقد قلتها جميعًا. وإذا قلتها جميعها ولم تقل السبحان فكأنك لم نقل شيئًا.
وكل الأسماء الحسني مرتبطة بهذا الاسم فإذا ما قلته تفتحت لك جميعها وانمحت الذنوب وكما أن المسبحة ( السبحة ) تتكون من الألف حبة على رأسها واحدة كبيرة تسمى المؤذن وإذا ما تقطعت انفرطت جميعها كذلك عندما تقول السبحان تجد أسماء الله جميعها.
فيجب أن تجتهد كثيرًا في أن تقول السبحان وجميع المخلوقات تقول سبحان ولكنك لا تسمعها لما أنت فيه من غفلة فهذه البلابل التي تتغنى بآلاف الألحان تقول سبحان الله ولكنك لا تسمع إلا الألحان.
والله سبحانه وتعالى يقول:. ﴿وَإِن مِن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ ( سورة الإسراء) } ]]
{ أسرار التوحيد في مقامات أبي سعيد ص ٢٢٩ }
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .