احاديث العبادات وآداب العادات

حديث النبيﷺ عن إجلال الناس وسيادتهم

روي عن حضرة النبيﷺ ا

الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة إلَّا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا

 ( صحيح ابن حبان وهو حديث صحيح)

* البيان * 

اولا :-

قولك لأهل العلم أو العارفين بالله بلفظ السيادة فهو من الأدب العالي وإن السيادة ليس فيها شئ يحرمه الشرع

والقاعدة الفقهية تقول :-

كل أمر لم يرد فيه حكم أنه حلال أو حرام فلا يجوز لأحد مهما كان علمه أن يقول هذا حلال أو حرام

لأنه لو قال ذلك فقد آتي بشرع علي شرع النبي والشرع قد اكتمل وليس فيه نقص فكأنك تقول إن هناك نقص في الشرع

وهذا حكم جديد وتلك مصيبة لأن الله تعالي قال علي لسان النبي النبيﷺ اليوم أكملت لكم دينكم.......الآية .

الإشارة الثانية :-

لفظ السيادة ورد في الشرع بجواز قوله لمن يستحقه إن كان من أهل الغني والثروة أو حاكم أو عالم

والدليل :-

ما روي عن حضرة النبيﷺ الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة إلّا ابني الخالةِ عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا

فهل سيادة الآخرة وهي الباقية أقل منزلة من سيادة الدنيا بل السيادة في الدنيا أولي .

فهذا حديث يدل علي السيادة بشرف النبوة لأنهم من نسل سيدنا محمد ﷺ من جهة وأنهم من ورثة النبي أخلاقا وخلقا وعلما واستقامة علي نهج جدهم حضرة النبيﷺ .

الدليل الثاني:-

أن أهلَ قريظةَ لما نزلوا على حكم سعد أرسل إليه النبيُّ ﷺ فجاء سيدنا سعد ودخل علي النبي وصحابته

فقال النبيُّ ﷺ قوموا إلى سيدِكم أو إلى خيركم فجاء حتى قعدَ إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم.

(أخرجه أبو داود)

وفي هذا الحديث السابق بيان الي إجلال عظماء القوم وأهل الخير وتلقيه والقيام له إذا أقبل.

وهذا دليل علي السيادة بالعزة والمال والحكم والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . الدليل الثالث:-

 سيدنا علي كرم الله وجهه قال كنت عند النبي ﷺ فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما

فقال النبي ﷺ يا عليُّ هذان سيِّدا كُهولِ أهل الجنة منَ الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا عليُّ فما حدثت به حتى ماتا.

( مشكل الآثار للطحاوي )

فسيادة الدنيا أولي من سيادة الجنة الباقية .

* تنبيه * 

من الأولي أن نهتم بأمور ديننا ودنيانا علي الوجه الذي يرضي المولي عز وجل لأ أن يختلف الناس بل وقد يتقاتلون بسبب اشياء لا تزيد ولا تنقص من الإيمان بالله

شئ كلفظ السيادة أو شكل الجلباب القصير أو حلق اللحيه حرام او حلال او غير ذلك.

فكلها اشياء تخص العادات ومن المصيبة أن نعتبر العادات صلب العقيدة والعبادات وكذالك الألفاظ المتداولة بين الناس بين لفظ سيد وسلطان وغيره كلها عادات عرفية

فلماذا نقلب الدنيا رأسا على عقب بسبب ذلك فهذا جهل بقدر العقيدة وبقدر الإنسان الذي كرمه الله تعالى وأرسل إليه الرسل لتقويم الأخلاق وتهذيب النفوس ومعرفة الواحد الأحد.

لا أن ننزل بالفكر الي تلك الدرجة التي غيبت الناس عن الهدف الحقيقي للإسلام والإيمان وما ذكرت الحديث واشاراته إلا لتفهم أن كل شئ حتي ولو كان من عادات الناس

ما دام داخل سياج الأدب والرقي اللفظي مع الناس فإن الإسلام يحث علي ذلك لأنه جاء لإتمام مكارم الاخلاق وليس الشقاق والنزاع علي أمور جزئية

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين. .