روي عن حضرة النبيﷺ
كانَ رسول الله ﷺ اللَّهِ يَضعُ لحسَّانَ منبرا في المسجد يقوم علَيهِ قائما يفاخرُ عن رسول الله ﷺ أو قالَ ينافح عن رسول الله
ويقول رسول الله ﷺ إنّ الله يؤيد حسان بروح القدُسِ ما يُفاخرُ أو ينافح عن رسول الله ﷺ
{أخرجه الترمذي عن السيدة عائشة رضي الله عنها والإمام أحمد في مسنده والحاكم بنحوه }
روح القدس:- سيدنا جبريل /. و ينافح : يدافع
* اقوال العارفين في ذلك *
أولا حكم وحكمة الشعر :-
أن الشعر والمديح سنة من سنن المصطفى مادام في حق ومادام لا يراد به باطل كما روي عن حضرة النبيﷺ إن من الشعر لحكمة ( رواه البخاري )
وأن الانشاد الديني من الواجب بمكان إذا كان فيه اظهار وإعلاء لكلمة حق أو إظهار جمال وكمال المصطفى ﷺ لأن له تأثير علي القلوب الرقيقة لا الجامدة المتحجرة
- وعن الإمام الشافعي :-
لم يقول العلماء بمدح الشعر مطلقًا ولا بذمه مطلقا بل حملوا المطلق على المقيد، أو العام على الخاص، فقالوا ما كان منه حسنا فهو حسن وما كان منه قبيحا فهو قبيح
- وقال ابن حجر عن الشعر :-
الجائز أنه إذا لم يُكثر منه في المسجد وخلا عن هجْوٍ وعن الإغراق في المدح والكذب المحض والتغزُّل بمن لا يحل وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على جوازه إذا كان كذلك.
فشعر كعب بن زهير وإن كان فيه تغزل فهو تغزل حلال. والغزل الحلال إذا لم يقصد بالتشبيب امرأة معينة أي كان مطلقا أو اختلق لها اسمًا كسعاد وسلمى غير مقصود به امرأة معينة فهو جائز
فإن قصد به امرأة معينة وكانَت على قيْد الحياة فهو حرام إن كانت أجنبية عنه لأنه يهيج إليها كما يَحْرم وصف الخمر وصفًا يُغري بها
- ثانيا :- الدفاع عن النبي وعن شرع الله تعالى *
إذا ظهر من الناس وليس من الناس بل هو نسناس من يحقر أو يقلل من مكانة الأنبياء عامة والنبي ﷺ خاصة أو الصحابة والتابعين أو من يقول في الشرع ما ينقص ويذدريه
فيجب علي اهل العلم والكلمة النافذة والشعر وكل وسيلة مشروعة ماهرا فيها بقدر الاستطاعة أن يرد ويبين الحقائق ويدافع عن النبي ﷺ وعن سنته وعن الشرع الشريف .
- وقال العارف بالله اسماعيل النبهاني:-
[[ إذا كان العالم معترف بقصوره عن درجة فرسان الكلام من العلماء الأعلام ولكن الأباطيل أظهر من أن يحتاج ردها إلى كثرة العلم وحدة الفهم
وكل من دافع عن دين الله الأقوم دين الإسلام، ونافح عن رسوله الأكرم سيدنا محمد ، فهو موعود منه بتأييد الله تعالى له حيث يقول: «إن الله يؤيد حسان ما نافح عن رسول الله
والظاهر - والله أعلم - أن ذلك التأييد ليس خاصا بحسان بل كل من نافح عن رسول الله ﷺ من أهل التوحيد يكون له من الله تعالى ذلك التأييد،
فالحديث الوارد في حقّ سيدنا حسان رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله ﷺ أنه ليس خاصا به بل هو لكل من دافع عن رسول الله ﷺ بالقلم أو اللسان
فإن أقل عامي مسلم يعلم ويعتقد اعتقادًا جازماً أن الله تعالى واحد متصف بصفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص وهو عليه محال
وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين سيد الخلق أجمعين وأنه معصوم من المعاصي كسائر النبيين والمرسلين
وأن القرآن المجيد هو كلام الله تعالى الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
فكل من يحاول أن يفعل أو يكتب بقلمه خلاف ذلك فلابد من الدفاع عن الدين وعن رسوله المشرع بذلك ويكون مؤيد باذن الله تعالى من الله عز وجل بشرط حسن الكلام وبالتي هي أحسن
وعدم إطلاق اللسان بالإهانة أو الشتم بل بالادب والسلوك العالي الذي تعلمناه من حضرة النبيﷺ لأن الأدب يؤيد من الله بالمدد كما في الحديث أن الله أمد حسان بمدد سيدنا جبريل وبمدد دعوة وحب النبي ﷺ له بحسن أدبه وصدق نيته في شعره ومدحه
كما روي عن حضرة النبيﷺ
أوحى اللهُ إلى إبراهيمَ يا خليلي حسِّنْ خُلُقَك ولو مع الكفار تدخل مدخل الأبرار وإنَّ كلمتي سبقت لمَن حسُن خلقُه أن أظلَّه تحت عرشي وأن أسقيه من حظيرةِ قُدسي وأن أُدنِيَه من جِواري
{ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي هريرة }
وقال إبراهيم النخعي:-
[[ لا بَأْسَ أَنْ تكون بشوش الوجه إلى الْكَافِر إذَا كَانَتْ لَكَ إِليهِ حَاجَةٌ أَوْ بَيْنَكُما مَعْرُوفٌ. ]].
{ الكواكب الدرية للمناوي }
فاختلاطنا بأوطاننا مع فاسق أو كافر او ملحد أو غيره كثيرر فمن صدر منهم من يشين ديننا ويهين نبينا فلابد وأن ندافع ونرد لكن بأخلاقنا وليس بأخلاقهم
( وإلا اصبحنا مثلهم في منزلة الإنحطاط والخسة وهذا مرفوض ) فإنهم وإن خالفونا في الدين فإنهم إخواننا في الطين كلنا اولاد آدم و آدم من تراب
ثلاثة خصال إذا كانت فيك فقد حصلت على الخير والبر كله :-
السخاء والصبر على الأذي وطيب الكلام .
فكم لهم منا ولنا منهم في الشؤون الدنيوية أصحاب أو جيران أو مشاركة عمل فليس من الإنسانية إساءة بعضنا البعض
بل إن الكلمة الطيبة والمجاملة لكل منا للآخر هي في حكم السنة إن لم تكن في حكم الفرض ]]
{ نجوم المهتدين للنبهاني ص ١٥-١٦ بتصرف }
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين
* المراجع *
-
سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد والحاكم والهيثمي
-
نجوم المهتدين ورجوم المعتدين للنبهاني
-
فتح الباري لابن حجر ج ١٣
-
انظر التمهيد لما في الموطأ من الاسانيد لابن عبد البر
-
انظر الرسالة للإمام الشافعي
-
الكواكب الدرية في طبقات الصوفية لعبد الرؤوف المناوي ترجمة ابراهيم النخعي .