احاديث العبادات وآداب العادات

حديث النبيﷺ عن ليلة القدر وأسرارها ج١

  • حديث النبيﷺ عن ليلة القدر وأسرارها ج١ *

روي عن حضرة النبيﷺ :-

مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ 

( رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)

وروي عن حضرة النبيﷺ

قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

( رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)

    * البيان* 

قيام النهار بالصيام عن الطعام والشراب والغيبة والنميمة والظلم والإساءة لعباد الله تعالى

وقيام الليل لا يقتصر علي الصلاة لأن الأمر أساسه النية والقدرة علي ذلك فقراءة القرآن جالس أو مصل وذكر الله تعالى وكثرة الصلاة والسلام على حضرة النبيﷺ

وقراءة كتب العلم للتعلم والعمل وخدمة المريض وخدمة ورعاية الاب والام مادم العبد نوي بالفعل القيام فالكل له نصيب من القيام

* اقوال العارفين في ذلك* 

قال الشيخ محمد المرون:-

[[ ليس الشأن من صوم رمضان الجوع والعطش إنما الشأن صيام جوارحك السبعة الرأس وما وعى ،والبطن وما حوى . الصيام والقيام هو امتثال الأوامر واجتناب النواهي في الظاهر والباطن

وتكون أعمالك كلها خالصة لوجه الله لا رياء فيها ولا سمعة ولا جزاء ولا شكوراً ، متبرئاً من حولك وقوتك وتدبيرك واختيارك

واقفاً بين يدي الله ورسوله عبداً مملوكاً تنتظر ماذا يفعل الله بك ، فإن اجتمعت فيك هذه الصفات كنت صائماً قائماً ذاكراً شاكراً وإلا فلا .

ومن شرف هذا الشهر أنه كل ليلة من ليالي رمضان يغفر الله فيها لسبعين ألف من العصاة من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

فإذا كانت الليلة الأخيرة من رمضان أعتق فيها بقدر ما أعتق في الليالي كلها ومعنى هذا كله أنما غفر الله لهم وأعتقهم من النار ببركة سيدنا محمد وبركة شهر رمضان.

وأما الرجال والفحول والكمل من الأولياء والصالحين فيزدادون کل نفس وكل ساعة وكل يوم وكل شهر وكل عام زيادة في الترقي والوصال والقرب والرضى والمحبة والخلة

رمضان فيه ليلة القدر خير من ألف شهر هذه سيرة علماء الظاهر وأما علماء الباطن فلياليهم كلها ليلة القدر .

ومن شرف رمضان أن الحور العين تنادي كل ليلة منه يا ربنا إئذن لنا نهبط إلى السماء الدنيا لنرى أزواجنا ماذا يصنعون فيؤذن لهن فيهبطن إلى السماء الدنيا

فينظرن إلى أزواجهم فمن وجدنه ساجداً أو راكعاً أو تالياً أو يسبح أو مناجياً قالت اللهم يا رب إني اشتقت إليه فعجل بروحه إلي وإن وجدته على غير ذلك قالت اللهم أبدلني خيراً منه .]]

{سلسلة أعيان المغرب } . ثانيا قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا:

روي عن حضرة النبيﷺ عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول اللهِ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر بِمَ أدعو؟ قال "قولي: اللَّهُمَّ إنك عَفُوٌّ تحب العفو فاعف عَنِّي".

لماذا هذا الدعاء خاصة ؟

[[ والإجابة وردت في دعاء العارف بالله مطرف بن عبد الله فكان يدعو ويقول :-

اللهم ارض عنّا فإن لم ترض عنّا فاعف عنّا فإنّ المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض .]]

{ المختار من مناقب الأخيار } . وقال محمد المرون:-

[[ من كرامة ليلة القدر أنه ينزل جبريل ومعه لواء الحمد ولواء الكرامة ولواء الرحمة ولواء المغفرة .

أما لواء الحمد فيضعه فوق الكعبة ، وأما لواء المغفرة فعلى قبر النبي ﷺ وأمـا لـواء الكرامة فعلى بيت المقدس ، ولواء الرحمة يضعه ما بين السماء والأرض يضع أطرافه في مشارق الأرض ومغاربها.

وما من مصل أو ذاكراً لله أو شاكر أو قارئ للقران أو مسبح أو مهلل ( أي يقول لا إله إلا الله ) إلا حفه هذا اللواء وعمته ما في هذا اللواء من الرحمة والعطايا والمواهب والتفضلات والمنح الإلهية .

ومن تمام كرامة شهر رمضان وليلة القدر أنه تهبط ملائكة الحساب الأعظم إلى الأرض فيطوفون على المساجد والزواية والبيوت والعباد أينما كانوا الذاكـريـن والمصلين على النبي والمادحين وأهل الأذكار والأوراد والأحزاب والأدعيات والتوسلات والمناجاة

.وفي ليلة القدر ساعة الإجابة :

الملائكة يؤمنوا على جميع من دعى الله بقلبه خالصاً . في ليلة القدر الملائكة تؤمن على جميع من دعى الله بقلبه خالصاً خاضعاً متواضعاً خاشعاً خائفاً وجلاً من هيبة الله وعظمته مقبلاً على ربه قلباً وقالباً وحالاً ومقالاً .

فعند ذلك يستحق الإجابة وترجع الملائكة بحوائجك ومطالبك ومقاصدك ورغائبك وتصعد بها إلى سدرة المنتهى ثم تأخذها ملائكة القدس ثم إلى الحضرة الإلهية .]]

{سلسلة أعيان المغرب }

وإلي الجزء الثاني من بيان أسرار ليلة القدر:- .