قالت السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها :-
دخل علي رسول الله ﷺ وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال ما هذا يا بنت حيي قلت أسبح بهن
قال قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا قلت علمني يا رسول الله قال ﷺ قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء
{أخرجه الترمذي والحاكم والطبراني ( صحيح)} .
وعن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله علي امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل.
فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك
{ رواه أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم والبزار .قال الترمذي حسن غريب وصححه ابن حبان والحاكم وقال السيوطي في الحاوي صحيح }
فقول النبي ﷺ عدد ما خلق ...الخ دليل علي أن الذكر بالعدد من السنة وإن الاستعانة بشئ يعين الإنسان علي تعداد الذكر من السنة
كما قال أهل الأصول كل ما يؤدي إلي الواجب فهو واجب وكذلك قالوا الوسائل من المقاصد
فليس هناك فرق بين الحصي أو النوي أو السبحة فكلها تؤدي الغرض المطلوب .
* اقوال العارفين في ذلك *
قال العارف بالله ابن حجر:-
[[ روي عن بسيرة وكانت من المهاجرات قالت قال رسول الله. ﷺ عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد واعقدن بالأنامل فيهن مسؤولات ومستنطقات .
{أخرجه وأبو داود والترمذي والحاكم}
وعن نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به
{ زوائد الزهد لعبد الله بن الإمام أحمد }
وعن سيدنا علي كرم الله وجهه مرفوعاً عن حضرة النبيﷺ نعم المذكر السبحة
(رواه الديلمي في الفردوس ) ضعيف
( قال العلماء في الحديث الضعيف السابق أن ضعف الدليل ليس معناه ضعف المدلول فإن حديث السيدة صفية يقوي المدلول والدليل )
وقال الإمام ابن حجر أيضاً:-
عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو لكن يقال إن المسبح إن آمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسبحة.
{ الفتاوى الحديثية لابن حجر ) .
وقال هبة الله الطبري :-
كان لأبي مسلم الخولاني رحمة الله عليه سبحة فقام ليلة والسبحة في يده قال فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وجعلت تسبح
فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعه وهي تقول سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات
فقال أبا مسلم لزوجته هلمي يا أم مسلم فانظري إلى أعجب الأعاجيب قال فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح فلما جلست سکنت .
{ كرامات الأولياء للطبري وابن عساكر في تاريخه } .
وقال إبن حجر:-
[ومن أعظم فوائد السبحة الاستعانة على دوام الذكر كلما رأها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل
وكان بعضهم يسميها حبل الوصل وبعضهم يسميها رابطة القلوب ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة
بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروهاً وقد رؤي بعضهم يعد بالسبحة تسبيحاً فقيل له أتعد على الله فقال لا ولكن أعد له
والمقصود أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل غالباً ولو أمكن حصره لكان الاشتغال بذلك يذهب الخشوع وهو المراد .
{الفتاوى الحديثية }
- فاطمة بنت الحسين عليها السلام :
وفي طبقات ابن سعد ج٨ عن السيدة فاطمة بنت سيدنا الحسين علي نبينا وعليهم الصلاة والسلام أنها كانت تسبح بخيوط معقود فيها
- وفي الزهد للبيهقي :-
رأي بعض الناس في يد الجنيد سبحة فقيل له يا أبا القاسم أنت مع تمكنك وشرفك تأخذ بيدك سبحة؟ فقال نعم سبب به وصلنا إلى ما وصلنا إليه لا نتركه أبدا .
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.
-
المراجع *
-
صحيح الترمذي والحاكم والطبراني وأبو داود
-
زوائد الزهد لعبد الله بن أحمد بن حنبل
-
المنحة في فضل السبحة للسيوطي
-
كرامات الأولياء لهبة الله بن الحسن الطبري
-
الفتاوى الحديثية لابن حجر
-
طبقات ابن سعد
-
تاريخ بغداد لإبن عساكر