روي عن حضرة النبيﷺ
يا أبا ذرٍّ لأنْ تغدو فتعلمُ آية من كتابِ اللهِ خيرٌ لك من أنْ تصليَ مائة ركعة ولأنْ تغدو فتعلمُ بابًا من العلم عُمل به أو لم يُعملْ به خيرٌ لك من أن تصلي ألف ركعة.
{ أخرجه ابن ماجه ، والديلمي في الفردوس بنحوه }
وروي عن حضرة النبيﷺ:؛
فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وإن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلمي الناس الخير
(أخرجه الترمذي كتاب العلم ) .
* أقوال العارفين في ذلك *
- قال سيدنا معاذ رضي الله عنه:
تعلموا العلم فإن تعليمه حسنة، وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وبذله صدقة
- وقال أحد العارفين:-
من ذهب إلى عالم وجلس عنده ولم يقدر على حفظ شيء مما قاله أعطاه الله کرامات:-
أولها ينال فضل المتعلمين
وثانيها ما دام عنده جالساً كان محبوساً عن الذنوب والخطايا.
وثالثها إذا خرج من منزله نزلت عليه الرحمة
ورابعها إذا جلس عنده نزلت الرحمة عليه ببركته
وخامسها تكتب له الحسنات ما دام مستمعاً.
وسادسها تحفهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم
وسابعها كل قدم يرفعها ويضعها تكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات وزيادة في الحسنات
وكل ما سبق من كرامات لمن لم يحفظ شيئاً وأما الذي يحفظ فله أضعاف ذلك
{ إعانة الطالبين للدمياطي ج١ ص ٣٩ }
- وسئل الناس الإمام المعافى بن عمران أيهما أحب إليك؟ أن أسهر في قيام الليل في صلاة أو أسهر في كتابة الحديث ؟ فقال كتابة حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة
{ مجمع للواسطي ج٤ ص ١٠٩ }
- وزار الإمام الشافعي الإمام أحمد بن حنبل في بيته وبعدما تناول طعام العشاء قام الإمام أحمد إلى صلاته وذكره والإمام الشافعي مستلقٍ على ظهره
وبنت الإمام أحمد تراقب أفعال الشافعي إلى الفجر وفي الصباح قالت إبنة الإمام أحمد لأبيها يا أبتاه أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه قال : نعم يا ابنتي
فقالت سمعتك تعظم الشافعي وما رأيت له هذه الليلة لا صلاةً ولا ذكراًٍ ولا ورد وقد لا حظت عليه ثلاثة أمور عجيبة
عندما قدمنا له الطعام أكل كثيراً على خلاف ما سمعته عنه وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلي قيام الليل وعندما صلى بنا الفجر صلى من غير أن يتوضأ
فلما طلع النهار وجلسا للحديث ذكر الإمام أحمد لضيفه الإمام الشافعي ما لاحظته ابنته فقال الإمام الشافعي رحمه الله يا أبا محمد
لقد أكلت كثيراً لأنني أعلم أن طعامك من حلال وأنك كريم وطعام الكريم دواء وطعام البخيل داء وما أكلت لأشبع وإنما لأتداوى بطعامك
وأما عدم قيام الليل لأنني عندما وضعت رأسي لأنام نظرت كأنً أمامي الكتاب والسنة ففتح الله عليّ باثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه رتبتها في منافع المسلمين فحال التفكير بها بيني وبين قيام الليل.
وأما أنني صليت بكم الفجر بغير وضوء ، فوالله ما نامت عيني حتى أجدد الوضوء لقد بقيت طوال الليل يقظاناً فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء
ثم ودّعه ومضى فقال الإمام أحمد لابنته الذي عمله الشافعي الليلة وهو نائم ( أي مستلقٍ ) أفضل مما عملته وأنا قائم
- وقال التابعي الجليل ابو قتادة :-
باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس افضل من عبادة سنة كاملة
{ حلية الأولياء }
- زروي في الخبر :-
يا موسي تعلم ما تعلمت لتعمل به ولا تتعلمه لتحدث به فيكون عليك وباله ولغيرك نواله
-
المراجع:-
-
صحيح الترمذي وابن ماجه والديلمي في الفردوس
-
إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين للعارف بالله عثمان بن محمد شطا الدمياطي الشافعي طبعة دار الفيحاء
-
مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب مختصر حلية الأولياء للواسطي طبعة دار المنهاج
-
حلية الأولياء لأبو نعيم الأصفهاني ترجمة الإمام أبو قتادة
.