-
حديث النبيﷺ عن مكفرات الذنوب ج١ *
-
قال العارف بالله ابي العباس التيجاني:-
اعلموا بحر الذنوب في هذا الزمان لا قدرة لأحد على الانفصال عنها فإنها تنصب على الناس كالمطر الغزير لكن أكثروا من مكفرات الذنوب .انتهي
واعلم أن هذه المكفرات متفاوتة في الفضل وعظم الفائدة. فمنها ما ورد النصر فيه بأنه يكفر الكبائر والصغائر، ومنها ما ورد أنه يكفر ما تقدم وما تأخر، ومنها ما درد الله يكفر ما تقدم فقط، ومنها ما ورد أنه يكفر ذنوب العبد على الإطلاق ولم يذكر كبيرة ولا صغيرة، ولا ما تقدم ولا ما تأخر.
وعلى هذا فيتأكد العمل بما صرح فيه بغفران الكبائر والصغائر، ثم بما صرح فيه بما تقدم وما تتأخر وكذا بما جيء فيه بالإطلاق ثم بما صرح فيه بما تقدم فقط
{ الياقوتة الفريدة ج٢ ص ٢٠٣ }
وقال العارف بالله أحمد رضوان :-
والله لو بلغت ذنوبى إلى العرش ما نقص رجائى في الله سبحانه وتعالى
والله لو بلغت ذوبى أقطار السموات والأرض و بلغت العرش مارجوت غير الله تعالى ولا وقفت بباب أحد سواه عز وجل
{ النفحات الربانية ص ١٢٣ }.
- بيان لبعض مكفرات الذنوب : - .
- منها تربية اولادك حفظ كتاب الله تعالى:-
روي عن حضرة النبيﷺ :-
من عَلَّمَ ابنه القرآن نظرًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
( أخرجه البخاري (فضائل القرآن وأبو داود والترمذي وابن ماجه في مقدمته والدارمي (فضائل القرآن،)
- الصلاة وما فيها مكفرة للذنوب:-
روي عن حضرة النبيﷺ
إذا أمن الإمام فأمنوا فإنَّ من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من وما تأخر ( متفق عليه)
وقال النبي ﷺ :
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنَّه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. ( أخرجه الإمام أحمد)
- ومنها ركعتي الضحي :-
روي عن حضرة النبيﷺ :-
من حافظ على شفعة ( كغرفة وتمرة بالفتحة ) الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
{ أخرجه الترمذي وابن ماجه ومسند الإمام أحمد }
ونواظب على صلاة الضحى لئلا يطول زمن غفلتنا عن الله تعالى وقد سن لنا المشرع حضرة النبيﷺ صلاة الضحى حتى لا يطول زمن الغفلة عن الله تعالى
من صلاة الصبح إلى الزوال فتقسو قلوبنا حتى تصير لا تحن إلى فعل خير أبدا، فافهم.
ومن فوائد المواظبة علي ركعتي الضحي نفرة الجن والهروب ممن يصليها فلا يكاد جني يقرب منه إلا احترق
فواظب عليها واشكر نبيك الذي سنّها لك خوفًا عليك من طول زمن القطيعة والهجران
{ العهود المحمدية }
وقال بعض العارفين :-
إن الله تعالى جعل خمسة في خمسة : سعة الرزق في صلاة الضحى ورضا الله في إطعام الطعام وصفاء القلب في الصيام ونور القلب في الجوع وحسن الوجه في صلاة الليل.
{ الدرة الخريدة ج٤ ص ١٤ } .
- ومنها البلاء والوباء وغيره :-
روي عن حضرة النبيﷺ. حفت الجنة بالمكاره.....
{ قال العارف بالله ابي الفيض الكتاني:-
عندما سئله الناس عن الحديث فقال :.
اعلم أن الله تبارك وتعالى من محض فضله ،وجوده وكرمه يغفر من الذنوب العظام بالكرب والشدائد والمصائب ما لا يغفره بكثرة الأعمال الصالحات
حتى يتمنى العبد يوم القيامة أنه لم يصف له وقت من الأوقات، فإنَّ الله إذا عرض على العبد أعماله في صحيفته يقرأ ما فيها من الذنوب فإذا وجد في صحيفته كربا ألم به يقول الله له سبحانه وتعالى :-
بهذا الكرب غفرنا لك ما تقدم من ذنوبك وأعطيناك عليه كذا وكذا من الثواب إلى آخر صحيفته حتى يتمنى أنه ما صفا له وقت من الدنيا
وهذا مظهر الحديث في قوله : عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل أصحاب الكروب والشدائد
وأيضا هو مصداق قول النبي ﷺ : حفت الجنة بالمكاره وروي عن حضرة النبيﷺ ( ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء )
{ الدرة الخريدة ج١ ص ٤١ } .
وإلي الجزء الثاني من مكفرات الذنوب:- .