قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج  ٧٤

قطرة من بحر حكمة العارفين ج  ٧٤

  • قال العارف بالله أحمد رضوان:-

العارف لو خطرت في قلبه خطرة دون الله تعالي سهوا لتعطل سيره وما كان من العارفين .

فإذا قام عابد يعبد ربه عز وجل بعدد الانفاس ما وصل الي المعرفة مادام له قلب يلتفت لغير الله .

الخوف يحجبك عن غيره والحب يسوقك اليه والعلم يدلك علي طريقهما وضرر السالكين في زماننا هذا رؤية اذكارهم ورؤية علمهم .

ولقد مدح المولي عز وجل عبيدا له وقال في كتابه الكريم (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الي ربهم راجعون ))

وعلامة العارف : أنه لا يقف مع علمه ولذا يقول عز من قال لرسوله العظيم صلي الله عليه وسلم (( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) صدق الله العظيم

فالاستسلام والرضا شرط في السير وشرط في الايمان وشرط في الاسلام

فما حرم العبد من الفتح الرباني الا لجهلهم بالعبودية ورؤية أعمالهم . ومن أخطر مايكون علي السالك لمعرفة ربه هو وقوفه مع المنامات والرؤي

فقليل العمل مع شهود منة الله تعالى وفضله خير من كثير العمل مع شهود التقصير من النفس

وعلامة العارف أنه : لايسهو إذا سهي الناس ولا يجهل جمال الله ولا جلال الله ولا أيام الله ولا أحكام الله سبحانه وتعالى

والسير الي الله ليس بالسهل وانما ببيع النفوس والاموال ( وبذل الروح فبقدر زهدك في نفسك بقدر قربك من ربك )

فمن أراد الله تعالى فليكن صادقا في طلبه ولا يجهل حكما من احكامه .

ولا تنال طريق أهل الله عز وجل إلا ببذل روحك فمن لم يُمكنه الدخول في طريق الله على هذا الشرط فليس له نصيبٌ وغايتك زخرفة كلام الناس نقلاً عنهم بغير ذوق وكشف ومشاهدة

ومن تحرك قلبه لغير الله من حال او مقام او غيرة نقص يقينه عند أهل الباطن  فلا تصفو القلوب لعلم الآخرة إلا إذا تجردت عن الدنيا وتكون مع الله بلا علاقة

فأخرج الدنيا من سرك واحذر من شيء منها كامن فيك فيوقفك عن الترقي ولا يقدر شيخك أن ينقلك عن ذلك خطوة مادمت كذلك

لأن من شرط العالم أن لا تخطر محبة الدنيا على باله ويخشى من الله ومن صعبت عليه خدمته لم يصل إلى قربه

وإلي الجزء ٧٥ من بحر حكمة العارفين:-