قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٧٥ .
- من عبد ربه عز وجل لوجهه تعالى دامت عبادته سواء أعطاك أو منعك ومن عبد ربه خوفا منه فتر في عبادته
ومن عبد ربه رجاءا لطلب أو علة انقطع عن العبادة إما يأسا من الطلب لعدم الإجابة أو انشغالا بما طلب فعندما استجاب لك ربك انشغلت بالنعمة عن المنعم
- إن زرت مؤمنا ينبغي عليك ألا تقبل ثواب مائة حجة مقبولة علي هذه الزيارة
لأن زيارة المؤمن ثوابها اكبر من آلاف الأموال تمنحها للفقراء فإذا زرت مؤمنا فأعلم أن الله سبحانه وتعالى قد رحمك
-
إذا قضي الله سبحانه وتعالى عليك أمرا ورضيت به ( مع أن نفسك لا تقبله لكنك خالفت نفسك ورضيت) كان أفضل لك من ألف ألف عمل خير ولا يرضي عنه ربك
-
إذا اشتغل المريد بالفصاحة والبلاغة ( واي علوم لا فائدة منها سوي ضياع الوقت وحظ للنفس ) فقد ترك الطريق وما اشتغل أحد بذلك إلا وقطع به.
وأما حكايات الصالحين، وصفاتهم فمطالعتها للمريد جند من أجناد الله تعالى ( فتذداد همة ونشاط لتكون مثلهم)
.
-
إذا صدقت في الإقبال على الله تعالى انقلبت لك الأضداد فعاد من كان يبغضك يحبك ومن كان يقاطعك يواصلك ومن كان لا يشتهيك يثني عليك ولا يصير يكرهك إلا مجرم أو منافق،
-
حقيقة التصوف والصوفي :-
لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون حمالا للأذى من جميع الخلائق إكراماً لمن هم عبيده سبحانه وتعالى وإكراما لحضرة النبي ﷺ لأنهم أمته
فلا يؤذي من يؤذيه ولا يتحدث فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة
ولا تذكر أحداً بغيبة ورعاً عن المحرمات موقوفاً عن الشبهات
وإذا بلى صبر وإذا قدر غفر يغض الطرف يعمر الأرض بجسده والسماء بقلبه طريقه كظم الغيظ وبذل المال بكرم والإيثار والعفو والصفح والاحتمال لكل من يتحدث فيه بما لا يرضيه
- أهل الشريعة يبطلون الصلاة باللحن الفاحش وأهل الحقيقة ( العارفين) يبطلون الصلاة بالاخلاق الفاحشة
فإذا كان العبد في باطنه حقد أو حسد أو سوء ظن بأحد أو محبة للدنيا فصلاته باطلة عندهم
لأن أهل هذه الأخلاق السيئة في حجاب عن شهود عظمة الله تعالى في الصلاة ومن كان قلبه محجوباً فإنه لم يصلي لأن الصلاة صلة بالله تعالى. .
- بر الوالدين من أقرب الطرق الي حب الله تعالى:-
قال الشيخ أبو الحسن الخرقاني :-
كان هناك أخوان وأمهما علي قيد الحياة فكان أحدهما يقوم على خدمة أمه فى كل ليلة وينشغل اخوه الآخر بعبادة الله سبحانه وتعالى
أما من انشغل بعبادة الله فرح بعبادته وقال لأخيه اتركنى الليلة أيضاً في طاعة الله ففعل وتركه للعبادة
وأثناء سجوده في الصلاة استغرق في النوم فسمع من يقول له لقد غفرنا لأخيك وعفونا عنك بسبب أخيك
فقال إنني انشغلت بطاعة الله وانشغل أخي بخدمة أمي وتعفو عنى من أجله
فسمع هاتفا يقول له لأننا لسنا في حاجة إلى ما تفعله ولكن أمك في حاجة لما يفعله اخوك
- شغلك مع الله هو شغلك مع عباد الله وشغلك مع عباد الله هو شغلك مع الله تعالى من غير زيادة ولا نقصان
لأنه لا موجود في الحقيقة إلا الله وحده. فما تعامل به الخلق يعاملك به الحق وما تعامل به الحق يعاملك به الخلق .
- من لم يؤثر ربه عز وجل علي كل شيء لا يصل إلي قلبه نور المعرفة
ومن حقائق معرفة الله تعالى أن تعبد ربك بالمسنون ( سنة النبي ﷺ ) وأن تشهد ربك في كل حركة وسكون .
وإلي الجزء ٧٦ من بحر حكمة العارفين:- .