* قطرة من بحر حكمة العارفين ج٨٤
* من أعظم المنافع أن ترد النفس عن متابعة الهوى وحين تتوقف النفس عن متابعة الهوى يضيء القلب
* قال الجنيد ذات مرة كنا جالسين إلى الإمام السرى السقطي وكنت أصغرهم فقال السرى قولوا ما الذي يذهب النوم ؟
فأخذ كل شخص يقول شيئا فقال أحدهم : الجوع وقال آخر العطش وقال ثالث : كثرة المجاهدة
حتى وصلت السؤال إلى فقال لى السرى ماذا تقول يابنى ؟
قلت حينما يكون عالما أن الله مطلع على كل نفس يتنفسه فإنه لا ينام فقال لقد أحسنت القول
* كان الشيخ ابن خفيف في المسجد بعضهم نعسان والبعض نائم والبعض الثالث يقظ
فرأيت فوق رأس كل واحد منهم قد حط غراب وقد رفرف بجناحيه على أعين البعض وجلس فوق رؤوس البعض
بينما أخذ يحط حينا ويطير حينا آخر على روؤس البعض الآخر قلت لصاحبي ما هذا ؟
قال له ألم تقرأ قول الله تعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيضُ له شَيْطَاناً فهو له قرين )
فهؤلاء هم الشياطين قد جلسوا فوق رؤوسهم واستولوا على كل واحد بقدر غفلته ( عن ربه عز وجل)؛
* ملازمة ذكر الله تعالى على كل حال تصرف الغفلة وتجلي القلب وينشرح ويجد الإخلاص
* الجامع لباب الورع :-
هو أن تجتنب في ظاهرك وباطنك وجميع أعمالك كل عمل وترك لا يكون لله تعالى على الحد المشروع وأن تترك كل ما يشغلك عن ربك عز وجل
وكل فعل يقربك من الله تعالى فهو بر ولا يمكن التقرب اليه سبحانه وتعالى إلا بالتبرى مما سواه
فاذا احببت ما دون الله شيئاً فقد حجبت نفسك بما تحب عن الله واشركت شركا خفيا لتعلق محبتك بغير الله تعالى ولا تصطلح مع نفسك أبدا فتبتعد عن حضرة ربك قهرا
* من انشغل بربه كفاه أمر نفسه فإذا كنت متوجهاً لمولاك من طريق الأذكار أو من طريق الأفكار
فإن مولاك يكفيه مؤنة ظواهرك أحسن مما تقوم لنفسك لأن من كان في الله تلفه كان على الله خلفه ومن لم يدبر لنفسه دبر الله تعالى له
* أهمية الأدب :-
أكد العلماء قديما وحديثا - عَلَى الآداب واعْتَبَرُوهَا مِنْ أهم شروط الدخول إِلَى حضرة اللهِ تعالى ، حَتَّى إِنَّهُمُ اتفقوا عَلَى أَنْ مَنْ حُرِمِ الأدب لا يأتي منه شيء
فلكُلِّ وقت أدب ولكل مقام أَدَبُ فمن لَزِمَ الآداب بَلَغَ مَبْلَغَ الرجال ومَنْ ضَيْعِ الآداب فَهُوَ بعيد مِنْ حَيْثُ يظن الْقُرْبَ ومردود مِنْ حيث يرجو القبول
مَا بَلَغَ أحدا إِلَى حَالَةٍ شريفة إِلَّا بملازمة الْأَدَبِ وَأَدَاءِ الفرائض وصحبة الصالحين وخدمة الناس
• حسن الأدب يُطْفِئ غضب الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ والعبد يصل بِطَاعَتِهِ إِلَى الجنة ويصل بأدبه فِي طاعته إلى الله سبحانه وتعالى.
كُلُّ مَنِ ادعى الصدق والإخلاص وَلَمْ يحصل عنده ثَمَرَةُ الأدب والتواضع فَهُوَ كاذب وعَمَلَه رياء وسُمْعَة لا يُثمر له إلا الكبر والعُجب والنفاق وسوء الأخلاق شاء أم أبى .
لم يَصِلُ أولياء الله تعالى إلى ما وصلوا إليه بكثرة الأعمال ، وَإِنَّمَا وصلوا إليه بالأدب
فالأدب مع الشيخ والعالم وهم وسائل للأدب مع الْحَقِّ جَل وعلا فَمَنْ لَمْ يَتَأَدَّبُ مَعَ الوسائل لا يَشْمَ رائحة مِنَ الأدب مع المقاصد
قال الشيخ عَبْدِ الْقَادِرِ الجيلاني
مَا وصلت إِلَى اللَّهُ تعالى بقيام الليل ولا صيام نهار ولا دراسة عِلْمٍ ولكن وصلت إِلَى الله تعالى بِالْكَرَم والتواضع وسلامة الصدر
وإلي الجزء ٨٥ من بحر حكمة العارفين:-
.
قطرة من بحر حكمة العارفين