قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٨٨

قطرة من بحر حكمة العارفين  ج ٨٨

*  من أراد أن يزول عنه حكم القهر فليصحب ربه عز وجل بلا غرض ولا تشوف، بل ينظر إلى كل ما و وقع في العالم وفي نفسه ويجعله كالمراد له 

فيلتذ به ويتلقاه بالقبول والبشر والرضى  فلا يزال في نعيم دائم في الدنيا ولا يتصف بالذل ولا بأنه مقهور

فالإنسان لا يخلو  من طلب فإن كان ولا بد فليجعل طلبه مجهولا غير معين وأن يكون طلبه ما يحدثه الله تعالى في العالم وفي نفسه أو في غيره

فما وقعت عليه عنه أو سمعه فليكن ذلك عين مطلوبه المجهول قد عينه ذلك الوقوع، وما ثم طريق إلى تحصيل هذا المقام إلا ما ذكرناه

ولا تقول كما قال بعضهم  "أريد أن لا أريدا"، وإنما الطلب الصحيح الذي تعطيه حقيقة الإنسان أن يقول " اريد ما تريد"، ويقف عند حكم الشرع فيريد ما أراده الشرع

ومن قال أن العبد يجب أن يكون مع الله بغير إرادة، لا يصح قوله، والصواب أن يكون متعلق إرادة العبد ما يريد الحق به، فالعبد لا يخلو عن إرادة

فليكن العبد مع الله على ما يريد فإنه ينال بذلك الراحة المعجلة في الدنيا ويزول عنك الألم 

( الفتوحات المكية الباب ٣٧٤ ) 

وروي في الأثر:- 

أن سيدنا يحيى لم يضحك طيلة حياته وأن سيدنا عيسى لم يبكي طول عمره صلوات وسلامه علي نبينا وعليهما

فسيدنا يحي كان في حال القبض، وسيدنا عيسي في حال البسط فلما التقيا قال سيدنا يحيى يا عيسى  هل أمنت القطيعة ؟

فقال سيدنا عيسى: يا يحيى هل يئست من الرحمة؟ فلا بكاؤك يغير الحكم الأزلي، ولا ضحكي يغير القضاء المبرم.( انتهي)

فلا قبض، ولا بسط، ولا طمس ولا أنس، ولا محو، ولا محق، ولا عجز، ولا جهد إلا ما كان تقديرا وحكما سابقا من الأزل والله أعلم.

* مفتاح العبد الذكر وعلامة الوصول مخالفة النفس والهوى. فمن ترك الهوى وصل إلى الحق تعالى بلا كيف.

* علامة الإخلاص ثلاثة: الأولى: أن يكون المدّح والذم عندك سواء.

الثانية: أن تنسى العمل بأن تعمل وتتعبد وتعتمد علي فضل الله ورحمته وليس علي اعمالك

الثالثة: أن لا ترى لعملك ثوابًا في الآخرة وأنك لن تدخل الجنه إلا برحمته جل جلاله 

* أقرب الناس إلى الحق من يحتمل أذى الناس كثيرا ومع ذلك يكون صاحب خُلُق حَسَن والبحث عن راحة عباد الله تعالى وقضاء الحوائج لهم

* من اعتمد على الله في رزقه لا يزاحم الناس علي شئ ولا يكون حريصا أو خائف علي فوات شئ

فإنه يحسن خلقه، ويصير سخيا كريم ولا يكون في طاعته وسواس.

* لا أحب شيئًا في الدنيا مثل حبي  للضيف فإن رزقه ومؤنته على الله تعالى، ونزوله علي سبب لتخفيف خطيئاتي