قطرة من بحر حكمة العارفين

.قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٨٩

 .قطرة من بحر حكمة العارفين  ج ٨٩
.

*  لثلاث طوائف طريق إلى الله تعالى:- 

لصاحب العلم والمحبرة ( اي العالم والمعلم )

وصاحب السجادة ( اي العابد الزاهد) 

وصاحب الكدي الذي يعمل بيده ويصرف على نفسه وعياله بالحلال .  لما مات العارف بالله محمد بن السماك

رآه أحد المحبين في المنام وسئل ما فعل الله بك؟ فقال:

أكرمني وأعزني لكن ليس لي عند الله مقام مثل من كان صاحب أهل وعيال وأتعب نفسه من أجلهم لله تعالى ولرضاه

* حقيقة المراقبة للعبد :- 

العبد إذا راقب الله تعالى استحيى منه أن يؤذي عباده فالزم يا أخي مراقبة الله تعالى والحياء منه والخوف من سطوته وقهره 

وراقب الله تعالى في خلقه، وتحمل ما ظهر من الأغيار والأكدار، ولا تنظر للأفعال، وانظر للفاعل المختار جل جلاله 

واغسل مرأة قلبك من جنب رؤية أفعال الخلق وطهر نفسك من أوصاف بشريتك تشرق عليك أنوار روحانيتك، فتعظم مراقبة الله تعالى في قلبك

لأن نتيجة المراقبة رؤية الأفعال كلها من الله تعالى وحده ومن لم ير الأفعال كلها من الله تعالى فمراقبته ليست بساكنة في قلبه 

وسكون المراقبة في القلب ينشأ عنه المشاهدة وهي أنه لا موجود على الحقيقة إلا الله عز وجل 

وعلامة المراقبة القلبية التي لا يشاهد صاحبها فاعلا إلا الله تعالى هو حسن الظن وحسن الخلق وحب العباد أجمعين

ولا يسمع قول أحد في أحد ولا يظهر ما في أحد لأحد من القبائح 

* من آداب العبد الصادق أن يلزم بابين من أبواب الله العظيمة وهما:  الثقة بالله والاكتفاء بعلمه سبحانه وتعالى

فمن وجد في نفسه هاتين الصفتين فليعلم أنه من أكابر أهل الله نفعنا الله ببركاتهم.

* من خطر بباله أنه خير من أحد من المسلمين فقد اشترك مع إبليس في المقام حيث قال أنا خير منه

* إن أردت أن تكون وليا لله تعالى فكن راضيا بجميع ما يفعله.

* في كل يوم وليلة نعم لا تحصى وأكبرها أن يلهمك ربك  ذكره جل جلاله 

* المحبة ترك ما تحب لمن تحب.

* إذا قدر الله تعالى شيئًا والعبد رضي به فذلك خير له من ألف ألف عمل لا يرضى الله تعالى به.

فالصلاة والصوم وسائر العبادات عظيمة ولكن تصفية القلب من الكبر والحرص والحسد والرضي بما أراد من قدره أعظم وأجل.

* من يخوض في اللغو والغيبة والفحش في الكلام دائماً  فاعلم أنه أكل من طعام فيه شبهة حرام أو من حرام

ومن تراه مشغولاً بالذكر والاستغفار أعلم أنه أكل من طعام حلال  .

*  إن الله تعالى قد ذكر أنواع العبادة بقوله تعالى ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ والمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾

وختم جميع مقامات العبادة في نهاية الآية بالاستغفار والسر في ذلك

أنه يجب عليك أن تكون ناظرا في جميع أحوالك بالتقصير من نفسك وأن تكون مستغفرا عقب كل عمل اوعبادة من أفعالك

* قال العارف بالله ابي سعيد الخير:

العبودية أن لا يبقى لك اعتماد على حركتك وسكونك فإذا وصل العبد إلى هذا المقام فقد وصل إلى حقيقة العبودية.
.