قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٩٠

 .قطرة من بحر حكمة العارفين  ج ٩٠
.
 *  الفناء عند الصوفية :- 

هو خلاص الإنسان من نزعاته وأهوائه وإرادته الخاصة فيكون كل فكره وعمله لله وبالله سبحانه وتعالى 

فالنعمة العظمي هي الخروج عن النفس بمخالفتها لأن النفس أعظم حجاب بينك وبين ربك جل جلاله 

*  إن الله سبحانه وتعالى لا تحيط به القلوب ولا تدركه الأبصار ولا تحده الأماكن ولا تحويه الجهات ولا يتصور في الأوهام

ولا يتخايل للفكر ولا يدخل تحت كيف وأين ولا ينعت بالشرح والوصف ولا تتحرك ولا تسكن ولا تتنفس إلا وهو معك فانظر كيف تعيش .

*  كل من لا تكون مناجاته مع الله عز وجل أحب إليه من حديثه مع الناس فعلمه قليل وقلبه ضرير وعمره ضائع.

*  قال مالك بن دينار قرأت في التوراة يقول الحق تعالى في بعض الكتب المنزلة : 

أقل شيء أفعله مع العالم الذي يحب الدنيا هو أن انزع حلاوة ذكرى من قلبه .

* ذات يوم كان رجال الحجاج يبحثون عن الحسن البصري فاختفى في صومعة حبيب العجمي فقالوا لحبيب العجمي: 

أرأيت الحسن البصري اليوم؟ فقال : نعم  قالوا: وأين ذهب ؟ قال إلى هذه الصومعة

فدخلوا الصومعة ومهما بحثوا عنه لم يجدوه  وقد قال الحسن البصري : وضعوا أيديهم على سبع مرات ولم يروني .

 خرج الحسن من الصومعة فقال  يا حبيب لماذا لم  تحفظ حق الأستاذ عليك وأرشدت الجنود عنى فقال حبيب العجمي :

 أيها الأستاذ نجوت بسبب صدقى ولو كذبت لقبضوا علينا معا فقال الحسن : وما فرأت حتى أنهم لم يرونى ؟ فقال:

قرأت آية الكرسى عشر مرات وآمن الرسول عشر مرات وقل هو الله أحد عشر مرات وقلت إلهى استودعتك الحسن فاحفظه .

* ليس في الإسلام جهاد بغير عدو وكيف يمكن معرفة صمودك أمام الإغواء إن لم
يكن إغواء

إنما يكون الجهاد بقدر ما يكون العدو ويكون الانتصار بقدر مرارة الحرب

بل كيف يظهر  الإنسان الصبر إن لم يكن هناك ما يصبر عليه أو يتصبر عنه 

وكيف يمكن معرفة صدق المرء في حب مولاه ورضاه بما قضاه إن لم يتعرض للابتلاء

وبقدر المشقة يكون الجزاء. ليس المطلوب أن تقتلع الطبيعة من نفسك بل أن تقاومها 
وتخالفها فيما تحب من أجل من تحب

وهو مولاك جل جلاله وهذه هي حقيقة جهاد النفس لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه في هواي.

خالف هواك تنال حب مولاك واترك ما تحب من أجل من تحب يعطيك أكثر مما تحب
.
.