قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين رقم 91

قطرة من بحر حكمة العارفين  رقم 91 :- 

* لا تنقطع عن ذكر وعبادة ربك بالعمل والعبادة وليس ذلك ثمن للوصول الي معرفته أو رضاه عز وجل لأنها توفيق من الله تعالى لك وفضله عليك 

 لكن لابد من الدوام عليها حتي تصيبك نظرة من الإله فتسعد سعادة لا تشقي بعدها أبدا
 
*  لا يزال العبد المتردد يتوق إلى الوصول إلى رضا ربه أو الوصول إلي معرفته أو الوصول إلي هدف دنيوي حلال أو الي صلاح حاله وأحواله  يتساءل  ليس لى رجاء في شئ قط من ذلك 

لكن الله سبحانه وتعالى يقول : ( لا تيأسوا من روح الله )  وطالما مد الله تعالى لنا موائد كرمه ونعمه وقال لنا ( لا تقنطوا من رحمة الله ) 

ومهما كنا يائسين من أنفسنا  نسقط في حفر الكآبة والقنوط لكنه عندما ينادينا بالعطاء ( ورحمتي وسعت كل شيء) 

فعلينا أن نمضى إليه ولا نيأس من مطلبنا مهما كان فإن خزائن ربك ليس لها حدود وقيود فاليأس من رحمة الله أعظم من الذنب نفسه .

قال الإمام السفيري في شرح البخاري :

روي في الخبر أن سيدنا موسى عليه السلام قال في بعض مناجاته لربه عز وجل يا رب قال له المولي سبحانه و تعالى لبيك يا موسى

فقال سيدنا موسى أنت أنت ومن أنا حتى تجاوبني بالتلبية فقال  يا موسى إني آليت على نفسي أن لا يدعوني عبد من عبادي بالربوبية إلا أجبته بالتلبية

فقال موسى يا رب هذا لكل عبد طائع فقال المولي عز وجل ولكل عبد مذنب

فقال يا رب الطائع فبطاعته فما بال المذنب فقال المولي سبحانه وتعالى :

يا موسى إني إذا جازيت المحسن بإحسانه وضيعت المسيء لإساءته فأين جودي وكرمي
.

* الخلوة واعتزال الناس :- 

ان الرسول ﷺ قد نهى عن الرهبانية  وذلك على أساس أن البحث والطلب لمعرفة الله تعالى تكونان بين الناس

فالاعتزال ليس في كل وقت علي حسب الأحوال والظروف لكن الخلوة والاعتزال علي حساب الواجب والسعي للرزق والمسؤولية نوعا من التنطع لا يتفق مع روح الإسلام

 وأما اعتزال النبي والاولياء اقتداء بالنبي ﷺ فهي حالات خاصة للخاصة ممن اصطفاهم الإله عز وجل والنادر لا يعمم و

فإن لم يؤذن لك بالخلوة والاعتزال بسبب أسباب الدنيا والأمانة التي في رقبتك من أهل وولد أو لعدم العثور علي عارف بالله 

فعليك باللقاء مع الأولياء فهو اكسير البقاء
فلحظة واحدة من صحبة رجال الله أفضل من مائة سنة من العبادة بهوي النفس

 بغير ولي صالح عارف  بالله تعالى يرشدك الي طريق ربك ( الرحمن فأسأل به خبيرا )

 ولقد قال المصطفى ﷺ :-  { أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )

 فلابد من ولي من أولياء الله الصالحين يكون دليلك الي ربك والا فالعزلة و الخلوة ضررها اكبر من نفعها 
.


*  العبودية والبلاء قربك من ربك :- 

هل مكافحة الهوى على مرارتها وقسوتها أقل مرارة من البعد عن الحق أو أكثر مرارة؟

هل الصيام والجهاد على قسوتهم أقسى أو أن يمتحن المرء بالبعد عن ربه

 يكفيك أن تسمع مواساته أثناء آلامك وأنت تسأل: كيف تسمع مواساته؟ ألست تدعو ربك أثناء البلاء والمحنة ؟

 أعلم أن نفس دعوتك هذه هي إجابته لك بلبيك عبدي ، فالدعاء عين الاستقلال، وإذا كان البلاء أمام الله تناديه فيستجيب لك فكيف تفر من هذا البلاء؟! 

وإذا لم يكن لديك ذوق المريض، ألست تحسّ في حالات المرض والبلاء بأنك قريب من الله؟ تكفيك إذن هذه اللذة ويكفيك هذا القرب،

.