فضل ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ﷺ

فضل الذكر وأثره علي العبد ج٣

تابع فضل الذكر وأثره علي العبد ج٣

.قال العارفين :-

[[ إن الله يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره آنسه بقربه وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته به

والذاكر لله تعالي لا يطلب لذكره عوض فإذا طلب عوض بسبب ذكره فقد خرج من ذكره ]]

(طبقات الصوفية )

قال الإمام الجنيد :-

يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه و یا بادىء العارفين بما به عرفوه ويا موفق العابدين بصالح ما عملوه من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذنك ومن ذا الذي يَذْكُرك إلا بفضلك

{ مجمع الأحباب للواسطي ج٤ ص ٩٩ }

  • وقال الصحابي الجليل سعيد بن جبير:-

من أطاع الله تعالى فهو ذاكر ومن عصاه فهو غافل وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن

{ الطبقات الوسطى }

  • وقال إسماعيل حقي الخلوتي :-

اشتكيت إلي شيخي يوما من كثافة الحجاب فقال اللائق بك أن تنظر إلى قول الحق سبحانه وتعالى ﷽ { وماأمروا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } . فتعبد ربك وأنت عبد لا ان تعبده لازالة الحجاب وظهور الحرارة للقلب ( من ذكر وتلاوة ومجاهدة ) وحصول الكشف والعلوم والأذواق

فإن دنيا أهل الطريقة العلم الظاهر من القوانين والرسوم وآخرتهم العلم الباطن من الأذواق والكشف وطلبةالعلم والكشف كلاهما حجاب .

{ تمام الفيض للخلوتي }

كلما ازداد العبد بالطاعة والذكر ذادك ربك بالبر والإحسان، ولكي ينطبق عليك أنك من أهل ذكره بألا تترك ذكر ربك في كل حال ومقام ليلاً ونهاراً

كما روي عن حضرة النبيﷺ عن أبي هريرة أن رسول ﷺ كان في طريق مكة على جبل يُقال له جمدان

فقال ( النبي ﷺ ) سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا يا رسول ومن المفردون قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات.

( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه )

كما روي أيضا عن حضرة النبيﷺ

أكثروا ذكر الله حتي يقولوا مجنون. ( رواه الطبراني )

أي لكثرة ذكرك بالله عز وجل يظن الناس بك ذلك

{ كما كان أبو مسلم الخولاني يكثر الذكر فرآه رجل فقال مجنون صاحبكم هذا فسمعه ( أبو مسلم الخولاني)

فقال ليس هذا بجنون هذا دواء الجنون يا ابن أخي.}

( أخرجه ابن عساكر عن أبا مسلم الخولاني )

  • وقال أبو المواهب الشاذلي:-

رأيت رسول الله ﷺ فسألته عن الحديث المشهور "اذكروا الله حتى يقولوا مجنون"

وفي صحيح ابن حبان. "أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون"

فقال صلى الله عليه وسلم صدق ابن حبان في روايته، وصدق راوي اذكروا الله فإني قلتهما معاً قلت هذا مرة وهذا مرة ]]

{ الطبقات للشعراني } .

وقال المحققون من المفسرين عند قوله تعالى

{ اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا } ( سورة الأحزاب }

أي دوموا على ذكر الله في الأحوال كلها قائمين وقاعدين ومضطجعين مرضى وأصحاء ليلا ونهارًا سرا وعلانية حركة وسكونا في البر والبحر والسفر والحضر

وفي الحلم والغضب في السرور والتعب في السوق والطرب في الطاعة والمعصية حتي في الجنابة ( في الجنابة سرا بالقلب )

وفي الشدة والفرج وفي كل حال وهذا مجموع ما في التفاسير المشهورة كأبي السعود والقاضي عياض والرازي . . .وإلي الجزء الرابع من بيان أثر الذكر :-